ليلى خالد

أطلقت ضحكة طويلة عندما سألها القيادي وديع حداد عما إذا كانت مستعدة لخطف الطائرة. لم تتخيل أن ما تلقته من تدريبات عسكرية قد يؤهلها لفعل ذلك. ليلى ومعها الرفيق سليم العيساوي، يخطفان في عام 1969 طائرة «TWA» الأميركية رقم 840. بعد عام تكرر خالد التجربة مع رفيقها باتريك أرغويو، ليخطفا هذه المرة طائرة «إلعال» الإسرائيلية، الرحلة رقم 219 من أمستردام (هولندا)، غير أن أرغويو استشهد، فيما أوقفت السلطات البريطانية خالد، ليُطلَق سراحها بعدما خُطفت طائرة أخرى، من أجل الضغط على البريطانيين لإطلاق سراحها.


سهيلة أندراوس

بعد مذبحة تل الزعتر تفكّر في أن تصبح راهبة في أحد الأديرة، لكنها تعود عن فكرتها فتنضم إلى «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين». تنتقل لاحقاً إلى بغداد لمتابعة الدراسة والتدريبات العسكرية الخاصة، قبل أن يختار القيادي الشهيد وديع حداد، في تاريخ 14/10/1977 «ثريا الأنصاري» (اسمها الحركي)، لتشارك ضمن فريق في تنفيذ عملية خطف طائرة ألمانية. رفاق أندراوس، نادية دعيبس، ونبيل حربي، وزهير عكاشه، استشهدوا أثناء اقتحام الإسرائيليين للطائرة بعدما هبطت في مطار عنتيبي في الصومال. أمّا هي، فأصيبت بعشر رصاصات، لتتنقل بعد ذلك أسيرة بين السجون الصومالية والألمانية والنرويجية حتى أُفرج عنها في عام 1999.

دلال المغربي

في مخيم صبرا للاجئين الفلسطينيين، تولد الطفلة دلال عام 1958، لعائلة هجّرتها العصابات الصهيونية من مدينة يافا. الطفلة التي حُرمت بحر فلسطين، تعود إليه شابة في عمر الـ20 ولكن هذه المرّة على متن زورق مطاطي مع مجموعة من الفدائيين الثوريين. تصل المجموعة التابعة للقطاع الغربي - الجناح العسكري لحركة «فتح» إلى سواحل حيفا في عملية خطط لها الشهيد خليل الوزير. من هناك تخرج مشياً على الأقدام لتختطف حافلة تقلّ ركاباً صهاينة متّجهين إلى تل أبيب. «المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني»، هي الوصية التي تركتها الشابة التي ظهرت في الصورة جثة هامدة يشدها وزير الحرب الإسرائيلي، إيهود باراك، من شعرها. في العملية التي كان من المفترض أن يصل الباص المختطف فيها إلى الكنيست استشهد الفدائيون، وسقط عشرات الإسرائيليين بين جريح وقتيل.

تريزا هلسة

كانت في الثامنة عشرة من عمرها فقط، عندما قررت تريزا هلسة مغادرة مسقط رأسها: قرية الرامة في الجليل الأعلى لفلسطين. أمّا الوجهة فلم تكن بغرض السياحة، بل بهدف الانضمام إلى صفوف الثورة الفلسطينية. مع ريما عيسى، عبرت هلسة الحدود اللبنانية، وتاهتا هناك ثلاثة أيام متواصلة قبل أن يعثر عليهما فدائيون في حركة «فتح»، ويأخذوهما للتحقيق. في عام 1972، أي بعد عام من وصولها إلى لبنان، شاركت في خطف طائرة تابعة لشركة «سابينا» البلجيكية كانت متهجة إلى مطار اللد، لكنها وقعت في أسر الجنود الإسرائيليين بعد استشهاد اثنين من رفاقها في «مجموعة وليم نصّار» التابعة لمنظّمة «أيلول الأسود»، وقد تحررت من الأسر في سجن الرملة عام 1983 في عملية تبادل أسرى.

أمينة دحبور

مع محمد أبو الهيجاء، والشهيد عبد المحسن المحسن، وإبراهيم اليوسف، شاركت الفدائية أمينة دحبور (1947) باختطاف طائرة «إلعال» الإسرائيلية التي كانت متّجهة إلى مطار اللد من زيوريخ. كان ذلك في عام 1969، بعدما تلقت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، معلومات تفيد بأن الطائرة المفترض أنها مدنية كانت تحمل أسلحة وقذائف. هدفت تلك العملية إلى لفت أنظار العالم إلى قضية فلسطين، وكشف ممارسات الاحتلال أمامه. أمينة التي انضمّت في سن مبكرة إلى صفوف الجبهة، عرفت بين رفاقها وهي تعلّم المناضلات صناعة العبوات والقنابل. أسرت أمينة دحبور لمدة 12 عاماً في السجون السويسرية، ليطلق سراحها لاحقاً بعد خطف «الجبهة» طائرة أخرى لتحرير الأسرى الفلسطينيين.