تعجّ عيادات الأطفال، في مثل هذا الموسم، بالزائرين الصغار. ففي هذه الفترة من السنة، تزداد إصابة الأطفال بالتهابات المجاري التنفسية العلوية الفيروسية (الزكام)، بمعدّل أكثر من خمس "نزلات" خلال فصلٍ واحد، بحسب ما تشير الدراسات الطبية والواقع أيضاً. وهذه النسبة في موسم "تعيش" فيه الفيروسات لمدة أطول، مما يجعل فرصة التقاط العدوى أسرع. ولكن، ما هي أسباب الرشح لدى الأطفال؟ وما هي علاماته؟ وما هي علاجاته؟
غالباً، ما يكون الأطفال هم الفئة الأكثر عرضة لالتقاط عدوى الزكام، ويعود الأمر لأسبابٍ عدة، لعل أهمها هي ملامسة الأطفال لأي شيء موجود في المنزل، وقد يكون ملوّثاً. ولئن كان هذا السبب هو الأساس، في رأي الأطباء، إلا أنه ثمة أسباب أخرى منها جفاف الهواء في موسم الشتاء والتقاط العدوى من أشخاص آخرين، والتدخين داخل المنزل، وهو ما يؤثر مباشرة على المناعة في الغشاء المخاطي للأنف. وأكثر من ذلك، فإن تعرّض الطفل للتدخين بعد الإصابة قد يطيل مرضه ويفاقمه ليتحول إلى التهاب في القصبات الهوائية والتهاب الرئة.

يجب مراجعة الطبيب إذا نقصت كميات الرضعات عند الرضع



تختلف أعراض ظهور الزكام لدى الأطفال عن البالغين، إذ تبدأ بشعور الطفل في الحرقة في البلعوم ثم يتبعه سيلان وانسداد في الأنف وعطس وسعال وارتفاع خفيف في درجة حرارة الجسم وبعض الإعياء ونقص الشهية. وقد تستمر هذه الأعراض طويلاً، وفي بعض الأحيان قد تمتد لأسابيع. وهذه مدة لا بدّ منها، خصوصاً أنه إلى الآن لا يوجد لقاح لمقاومة الرشح، وذلك لكثرة الفيروسات ولتغيرها من عامٍ إلى آخر. وفي ظل هذا الأمر، يمكن اللجوء إلى بعض الإجراءات التي تخفف أضرار الإصابة، أو تلعب دوراً في الوقاية منها. وقد يكون إجراء إبعاد الطفل عن المدخنين والمصابين بالزكام هو الإجراء الأول والأساسي، تتبعه مجموعة أخرى من الإجراءات تتعلق مثلاً بالطلب من الطفل غسل يديه بشكلٍ متكرر خصوصاً بعد تنظيف أنفه وعدم ملامسة أدوات الطعام والمناديل القطنية خصوصاً في حال إصابة أحد في المنزل بالزكام وتغطية الفم والأنف عند العطس أو السعال.
إجراءات بسيطة ولكنها قد تعفي الأطفال من الإصابة بالعدوى أو التخفيف منها. ثمة إجراءات أخرى ينصح بها الأطباء في الغالب وتتعلق بغسل أنف الطفل بمحلول المياه الفيزيولوجية مرات عدة في اليوم وترطيب غرفة الطفل بالبخار والإكثار من السوائل في وجبات الأطفال والتزام الراحة قدر الإمكان.
ولكن، ماذا لو تعدت الإصابة بالزكام أسبوعها الأول؟ هنا، لا بد من مراجعة الطبيب. وهناك 3 أمور تدفع الأهالي للسير بهذا الإجراء، منها استمرار الحرارة لأكثر من ثلاثة أيام وبقاء الطفل على حاله من التعب والإرهاق رغم غياب الحرارة والسعال المستمر مع الكثير من القشع (البلغم). أما بالنسبة للرضع، فتجدر مراجعة الطبيب إذا نقصت كميات الرضعات عند الأطفال وعند وصول لأكثر من 39 درجة وعند ظهور ألم في أعلى البطن وظهور عقدٍ لمفاوية متضخمة في العنق.