وضع مالك مكتبي أمس يده على جرح عميق في حلقة مؤثرة من «أحمر بالخط العرض» (كل أربعاء 21:30 على قناة lbci). لم يستضف هذه المرة حالات اجتماعية ذات علاقة بقصص الحبّ والعشق والفراق، أو حالات تعاني من أزمات مادية.
قرر الاعلامي أن يقلب المعادلة، ويستضيف حالتين تتشابهان في بعض النقاط وتختلفان في أخرى. الحالة الاولى فتاة تدعى فرح، كانت قد بعثت لمالك رسالة على صفحتها على انستغرام تطلب منه استضافتها لأنها تعاني من مشاكل عدّة. أما الحالة الثانية، فهي صبية تدعى فريدا، سبق أن فازت بلقب «ملكة جمال الجنوب» قبل نحو 27 عاماً، لكنّ فرقاً كبيراً بين شكلها بالأمس واليوم. إنطلقت حلقة «أحمر بالخط العريض» بالتشويق، عندما أدارت الفتاتان ظهرهما للمشاهد من دون أن تكشفا عن وجهيهما. بدأ المقدّم بطرح الاسئلة، وبدا واضحاً أنه يدرس كل كلمة يقولها. هنا بدأ المتابع بتصوّر الحالتين: هل هما فعلاً قبيحتان كما تقولان؟. لماذا هذا التدهور النفسي الذي تعيشه كل حالة؟ لماذا الدعوة إلى التحرّر من الشكل الخارجي وكسر الاقنعة التي يعيش الانسان خلفها؟. حالتان متشابهتان بالعنوان العريض، لكن في المضمون هناك إختلاف كبير بينهما. ففرح تعاني من تشوّه خلقي يغطي نصف وجهها ويمنعها من الخروج من منزلها أو إكمال تحصيلها العلمي. أما فريدا فهي أقدمت على تشويه نفسها بنفسها حين غرقت في عمليات التجميل حتى التشوّه. حالتان مختلفتان، لكنهما تجتمعان في حدة الصراع النفسي الذي تعيشانه، والإحساس بأنّ جسدهما هو سجنهما وسجّانهما. وحده الخوف هو سيّد اللحظة. الخوف من المواجهة وكشف القناع والتعرّف الى الحالة. الخوف من المجتمع وردّة فعل الناس في حال تعرّفوا إلى الشكل الحقيقي لكل فتاة. الأهم من كل هذا أن مالك لعب دور المحاور بكل حنكة وذكاء. لم يعش دور المحلّل النفسي أو حتى الاعلامي، ولم «يتفلسف» على الضيفتين أبداً، بل ترك المجال للحالة أن تعبّر عما يدور في بالها. حتى أنه أراد أن يتشارك أحزان كل فتاة، وتقديم الدعم لها بطريقته الخاصة. كان يشدّد بإستمرار على قوة الشخصية التي تتمتّع بها فريدا وفرح. كان قليل الكلام وكثير التأثّر. لكن النهاية جاءت بالتحرر من كل هذه القيود النفسية والاجتماعية، إذ إنتصرت فرح بالكشف عن كامل وجهها، وكذلك خلعت فريدا النظارات الشمسية التي كانت ترافقها في جميع اطلالاتها.