هل الصفاء في أزمة؟ سؤال يطرح بقوة في الشارع الكروي، في ظلّ ما يُتداوَل على مواقع التواصل الاجتماعي، أو في كواليس اللعبة من أخبار عن مشاكل مالية وإدارية واختلاف في وجهات النظر. سؤالٌ جوابُه واحد عند الأطراف المعنية، من الرئيس وليد غنام، إلى أمين السر هيثم شعبان، انتهاءً بأمين الصندوق جهاد الشحف: الصفاء بألف خير.
عبارة تُضفي أجواءً إيجابية على النادي، وتُطمئن جمهوره، لكنها لا تلغي واقعاً قائماً بوجود مشكلة ما. البعض يراها مالية، في ظل وجود مستحقات على النادي تجاه اللاعبين، من راتب الشهر الأخير، إلى مبالغ للاعبين وأندية. في القريب العاجل يحتاج النادي إلى ما يقارب ثمانين ألف دولار، هي عبارة عن راتب شهر للاعبين بقيمة 40 ألف دولار، 10 آلاف لنادي شباب الساحل، 5 آلاف لنادي الشباب الغازية، 15 ألفاً للاعب جاد نور الدين، و7 آلاف للاعب وليد إسماعيل. صحيح أن هناك مبالغ أخرى مستحقة للاعبين محمد زين طحان ومحمد جعفر، لكنها مؤجلة وفق شيكات صادرة.
المعلومات من نادي الصفاء تشير إلى أمرين: الرئيس وليد غنام لا يلتزم ما هو مطلوب منه مادياً، وهناك قرار حاسم من الشحف «أبو فراس» بالاستقالة من منصبه.
«الأخبار» سألت «أبو فراس» عن حقيقة رغبته في الاستقالة، فأجاب بأنها قائمة ونهائية، وهو يرغب في تسليم المهمة لأشخاص قادرين على ترجمة رؤية الرئيس غنام، وبالتالي فهو ينتظر عودة الرئيس لمعرفة ما يريده «ونحن ملتزمون ما يريد»، يختم الشحف كلامه.
في 17 أيلول الماضي عقدت الجمعية العمومية للنادي جلسة لها، وانتخبت بالتزكية هيئة إدارية جديدة. وتتألف الهيئة الادارية من 11 عضواً كالآتي: وليد غنام، باسل مكارم، علمان الجردي، زكي الريشاني، سليم عابد، جهاد الشحف، عصام الصايغ، أسامة الزهيري، وليد صفير، زاهر رعد وهيثم شعبان.
لجنة كان من المفترض أن تحلّ مشاكل النادي المادية، وخصوصاً رئيسها المتموّل وليد غنام، عبر ضخ أموال في النادي. لكن واقع الأرض لا يعكس ذلك، كما تقول بعض الأطراف في الإدارة، ذلك أن غنام لم يفِ بالتزاماته المادية. فكل ما دفعه حتى الآن هو عبارة عن 61 ألف دولار دُفعت عبر مبالغ مقسَّمة كالآتي: 1800 دولار، 1600، 3050، 3050، 1500 كمكافآت، إضافة إلى 50 ألف دولار جرى تأمينها من غنام وعضو الإدارة باسل مكارم، الذي تربطه قرابة عائلية بغنام، كراتب شهر مع بعض المكافآت.

غنّام: أتينا بناءً
على مشروع، لا لدفع الأموال فقط


يسجّل العارفون بأمور النادي على اللجنة الإدارية الجديدة اعتماد آلية عمل مالية غير واضحة تعتمد على الشيكات المتأخرة والدفع نقداً، في حين أن الآلية السابقة كانت تعتمد حساب النادي في المصرف أساساً لأي مبالغ تدخل أو تخرج من النادي كنوع من الشفافية في العمل المالي.
لكن الأهم هو عدم تأمين الأموال من قبل الرئيس غنام. أمرٌ يرفضه الأخير، الموجود في الإمارات، في اتصال مع «الأخبار»، إذ يؤكّد أن المشكلة ليست في المال، بل في المشروع الكبير «الذي أتينا على أساسه ولم ينفّذ. عُرِض عليّ في عام 2015 الرئاسة مقابل 350 ألف دولار سنوياً، ورفضت لأنني لست بوارد شراء كرسي. قبل سنتين، وحين كنت مع الصفاء على المدرج، دفعت مبلغ 120 ألف دولار حين أحرز النادي اللقب، فهل تكون المشكلة معي مادية؟ حين كلفتنا المرجعية العليا للنادي الرئاسة التي وصلنا إليها بالتزكية، كان ذلك بناءً على مشروع تحويل النادي إلى مؤسسة عبر توفير قطعة أرض تُبنى عليها منشأة رياضية متكاملة، تكون منتجة للنادي، وتسليم الملعب في وطى المصيطبة. فمشروعنا الذي قدمناه هو لتأمين موارد مالية للنادي وعدم الاعتماد على أشخاص كما يحصل مع النادي منذ 30 عاماً. يجب علينا الخروج من فكرة أن يأتي رئيس يقوم بدفع الأموال والصرف على النادي. حان الوقت كي يتحوّل الصفاء إلى مؤسسة تقوم على تأمين حاجاتها المادية بنفسها. ورغم ذلك، كل ما يقال عن عدم التزامي مادياً غير صحيح. فإيصالات التحويلات من الإمارات موجودة. وأود أن أسأل كيف دُفعَت رواتب اللاعبين على مدى أربعة أشهر، إضافة إلى دفعات للاعبين بما يقارب 200 ألف دولار؟».
وحين تجيبه بأن الأموال جرى تأمينها من دفعات مستحقة للنادي، إضافة إلى أموال من بنك بيروت والبلاد العربية وبعض الخيّرين، يقول غنام: «هذا الكلام غير صحيح. فكل ما وصلنا هو 39 ألف دولار من نادي العهد، علماً أننا لا نعرف حقيقة المبلغ المستحق على العهد، إذ طالبنا مراراً بكشوف مالية من أمانة الصندوق ولم نحصل عليها، إضافة إلى عدم التعاون مع المدقق المالي الدكتور ناصيف فرحات، والرسائل الهاتفية المثبتة لذلك موجودة. أما بالنسبة إلى المصرف، فليست هناك قروض مسحوبة».
وحول استقالة الشحف، وإذا ما كان سيقبلها يقول، غنّام: «الاستقالة لم تصل كي ندرسها، وقد تكون لأسباب موجبة أو طلباً للراحة، فلماذا نريد النظر إليها من ناحية سلبية».
ويدور الهمس عن علاقته السيئة بأمين السر هيثم شعبان، الذي هو صديقه المقرَّب، لكن العلاقة بين الطرفين ساءت كثيراً بعد أن وعد غنام بتأمين الأموال قبل نهاية العام الماضي، وغاب عن السمع. فغنام يؤكّد أن شعبان صديقه، وهو سيبقى كذلك، لكن في ما يتعلق بطلب الأموال، فبرأي رئيس الصفاء أن هذا ليس من صلاحية أمين السر «لماذا يقوم أمين السر بطلب الأموال من الرئيس؟».
ولا شك في أن العلاقة مع شعبان توترت بعد القرار الذي اتخذه الأخير بدعم من الإدارة بحق طارق غنام شقيق الرئيس المكلف من قبله بمتابعة أمور الفريق، إذ أُبعد عن الفريق الأول بحجة وجود مشاكل بينه وبين اللاعبين والإدارة. ويقول غنام في هذا المجال: «حين يُبعَد شقيقي المكلف من قبلي مهمةً معينة، فهذا مسٌّ بالرئاسة، وحينها لا يمكن أن يعود ويطلب المسؤولون من الرئيس دفع الأموال».
وعن المرحلة المقبلة، يختم غنام كلامه بالقول: «هناك مشروع أتينا على أساسه، ومن هو مسؤول عن تأمين مقوماته عليه أن يقوم بواجباته، لكن ما هو مؤكّد أنني لن أستقيل».