على جزيرة «الأميرات» في عمق بحر «مرمرة» في اسطنبول، لا يشتغل أي محرّك سيارة إطلاقاً، بل يعتمد على عربات خاصة للتنقل في أرجاء الجزيرة، في رغبة بالتصالح مع البيئة، والعمل على خدمة السيّاح بطريقة جذابة. وهو ما يترك انطباعاً خاصاً لكل من يزور هذه الجزيرة! الفكرة ذاتها وصلت إلى دمشق بطريقة أكثر حداثة، من خلال الكاتب السوري بشّار أبو قورة.
قرر الأخير أن يطلق مشروع «باكسي» كخدمة توصيل مأجورة وصديقة للبيئة ضمن أحياء الشام. المشروع كناية عن دراجات هوائية مثبتة على عربة تَنقل الركاب، ومزودة بعداد للأجرة، على أن تكون أجرة الدقيقة الواحدة 25 ل.س. وتنتقل ضمن المدينة ما عدا المناطق المرتفعة مثل «جبل قاسيون» وأحياء «المهاجرين» و«ركن الدين» وبعيداً عن الأوتسترادات السريعة، حرصاً على سلامة العربات وركّابها.
في حديثه مع «الأخبار»، يوضح أبو قورة أنه لم يخترع شيئاً جديداً، بل حاول نقل التجارب الأوروبية إلى قلب دمشق، بخاصة أن الحكومة مهتمة بالمحافظة على البيئة. ويضيف: «الغريب أن بعض ردّات الفعل عبر السوشال ميديا كانت تزدري العودة إلى الدراجة وتعتبره نوعاً من التخلّف. علماً أن المشروع معتمد بشكل متقّدم وحضاري في جميع الدول الراقية، والعواصم المزدهرة. لكن في ما يخص مشروعنا، فقد تم تسريب صورة غير لائقة للعربة. وفي كل الأحوال سننطلق خلال أيّام، وسيلاحظ الناس سوية الخدمة، بعدما اخترنا فريقاً من السائقين، سيرتدون زياً موحداً، وقد أخضعوا لدورة تدريبية». أما عن جوانب الأمان، فيوضح كاتب مسلسل «بلا غمد» أنّ كل دراجة تجرّ عربة محمية بشمسية حديدية، تشكّل عامل حماية، ومجهزة بحزام أمان فيما ثبتت الكراسي على نوابض للراحة، علماً أنه لا يمكن للدراجة أن تمشي بسرعة كبيرة».