تابعت القوات التركية عدوانها على منطقة عفرين، الذي دخل يومه العاشر على التوالي، عبر تكثيف استهدافها المدفعي والجوي لقرى المنطقة وبلداتها. القصف الذي طاول مختلف نواحي عفرين، ترافق مع اشتباكات على خطوط التماس في محيط بلدة مرعناز، وفي جنوب غرب ناحية جنديريس، من دون أن تفضي المعارك إلى تغيرات في خطوط السيطرة.
وبينما أرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية إضافية إلى منطقتي أعزاز ودارة عزة في ريف حلب، زار قائد الجيش الثاني التركي وقائد العملية العسكرية في عفرين، إسماعيل متين تمل، منطقة جبل برصايا الذي احتلته قواته أمس. واطّلع وفق ما نقلت وكالة «الأناضول» على سير العمليات و«التدابير الأمنية المتخذة في محيط الجبل»، حيث بدأت آليات تركية بإنشاء سواتر ترابية تمركزت داخلها دبابات ومدرعات، تزامناً مع تحصين الخطوط الدفاعية وإزالة الألغام. في المقابل، أعلنت «وحدات حماية الشعب» الكردية، أنها خاضت اشتباكات مع القوات التركية وفصائل «غصن الزيتون»، وأعطبت دبابة تركية على جبهة مرعناز، جنوب غرب أعزاز. وشيّعت أهالي عفرين أمس، 24 ضحية بينهم 8 مدنيين، سقطوا جرّاء المعارك والقصف التركي.
وفي موازاة التصعيد التركي خلال الأيام الأخيرة بتوسيع العملية العسكرية نحو منطقة منبج، أوضح قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال جوزيف فوتيل، أن انسحاب القوات الأميركية من منبج ليس مطروحاً للبحث حالياً، مطالباً كلاً من «قوات سوريا الديموقراطية» وتركيا، بالعمل على فهم «المخاوف الأمنية المشروعة» لكل منهما، والتركيز على «داعش» بوصفه «عدواً مشتركاً». ومن الجانب التركي، رأى وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، في مقال كتبه في صحيفة «نيويورك تايمز»، أن ثقة الولايات المتحدة بـ«الوحدات» الكردية، في الوقت الذي لديها شريك كفء مثل تركيا، هو «خطأ سيعود عليها بالأضرار». وأوضح أن المسؤولين الأميركيين قالوا إنهم بحاجة للحضور العسكري في سوريا من أجل منع عودة «داعش»، مضيفاً أن «ذلك لا يعني عدم إقدام تركيا على محاربة تنظيمات إرهابية أخرى». وشدد على أن تسليح عضوٍ في «حلف شمال الأطلسي» «لمنظمة إرهابية تهاجم حليفاً آخر في الناتو، يعد انتهاكاً لجميع ما يمثله حلف الأطلسي».
(الأخبار)