سعي النائب وليد جنبلاط بتشكيل لائحة تحالف عريض لخوض الانتخابات في دائرة عاليه ــ الشوف، لم يصل إلى خواتيم «مريحة» لرئيس الحزب الاشتراكي الذي حاول أن يضم إلى جانبه كلاً من تيار المستقبل والتيار الوطني الحرّ وحزب القوات اللبنانية. فالأزمة عميقة، أصابت حتى تحالفه مع المستقبل والقوات اللبنانية. وحتى الآن، لا يزال جنبلاط والمستقبل في حالة «لا تفاهم».
يصرّ المستقبل على ترشيح النائب محمد الحجّار، ابن بلدة شحيم، فيما يصرّ جنبلاط على ترشيح الدكتور بلال عبد الله ابن شحيم أيضاً، الأمر الذي يخلق مشكلة كبيرة باستبعاد مرشّح من برجا، وهي البلدة الأكبر في إقليم الخروب من ناحية عدد الناخبين ونسبة الاقتراع. ويصرّ جنبلاط على ضرورة أن يجد المستقبل حلاً يُرضي أبناء برجا، «بعدما حرصتُ على تمثيل البلدة بعلاء الدين ترو مدة 26 عاماً». وعلمت «الأخبار» أن الحريري في اللقاء الأخير مع جنبلاط، أكّد لرئيس الاشتراكي أن ترشيح الحجّار محسوم. ومن المنتظر أن تزور «لجنة برجا» الانتخابية الحريري في منزله في وسط بيروت اليوم، لوضعه في صورة الاعتراض الكبيرة التي يعبّر عنها أبناء البلدة. وفي ما خصّ تحالف القوات بالاشتراكي، فإن إعلان جنبلاط تحالفه مع الوزير السابق ناجي البستاني، خلق امتعاضاً كبيراً عند القوات. وبحسب ما تقول مصادر قواتية معنيّة، فإن التفاوض مجمّد بين القوات والاشتراكي منذ انفرد جنبلاط بإعلان ترشيح البستاني. وعلمت «الأخبار» أن القوات اقترحت على جنبلاط ترشيح أحد أقرباء النائب دوري شمعون بدل البستاني، إلّا أنه رفض الاقتراح. وعلى الرغم ممّا يجري تناقله منذ يومين عن أن البستاني لم يعد مرشّحاً على لائحة جنبلاط، لأن مصلحته الانتخابية ليست في التحالف مع الاشتراكي، وأن اللقاءين اللذين عقدهما مع الوزير جبران باسيل قد غيّرا موقفه، إلّا أن البستاني أكّد لـ«الأخبار» أن «تفاهمي مع جنبلاط قائم، وهذا نتيجة مسار عمره ستّة أشهر، وقد اتفقنا على الأمر مع بداية السّنة الجديدة». وترى القوات أن قوّتها في الشوف وعاليه «حاجة للجميع، في ظلّ ضمان حصولنا على حاصل انتخابي واحد في الشوف للنائب جورج عدوان من دون منّة من أحد، وأقل من حاصل بقليل في عاليه». وهي للمرّة الأولى على ما تؤكّد مصادر قواتية معنيّة، بدأت بالبحث عن إمكانية تحالفات أخرى، ولا سيّما مع التيار الوطني الحرّ في وجه جنبلاط. غير أن عدوان لا يؤكّد هذا التوجّه الجديد، إلّا أنه يكرر أن «القوات باتت منفتحة الآن على النقاشات مع الجميع».
وهاب والتيار الوطني الحرّ؟
قبل أيام، وصل التيار الوطني الحرّ إلى نتيجة مفادها أن التحالف مع جنبلاط لا يملك فرصة أكثر من 10% ليبصر النور. ولم ينته الاجتماع بين الوزير سيزار بو خليل والقيادي الاشتراكي هادي أبو الحسن إلى إجابات حاسمة، في ظلّ اعتبار العونيين أن جنبلاط لا يزال يتعامل معهم بالعقلية القديمة ذاتها، والتدخّل بأسماء المرشّحين المسيحيين، فضلاً عن أن المقاعد التي «يقدّمها» جنبلاط للعونيين في الشوف «صعبة»، خصوصاً المقعد الماروني الثاني، في ظلّ قوّة عدوان على المقعد الماروني الأوّل ووجود البستاني مرشّحاً. ويضع التيار الوطني الحرّ عينه على المقعد الكاثوليكي في الشوف لترشيح غسّان عطاالله عليه، ومقعداً مارونياً سُمي له الوزير السابق ماريو عون. ومع أن التيار سبق أن ناقش مع النائب طلال أرسلان فكرة التحالف، إلّا أن فشل مصالحة الأخير والوزير السابق وئام وهّاب يجعل العونيين يفضّلون التحالف مع رئيس حزب التوحيد العربي، لأن معركتهم في الشوف وليس في عاليه، حيث مقعد بو خليل محسوم. التحالف بين التيار الوطني الحرّ ووهّاب، يُربك جنبلاط بلا شكّ، ويُصعّب على ماكينة الاشتراكي اقتسام الأصوات التفضيلية بين تيمور جنبلاط والنائب مروان حمادة والنائب نعمة طعمة، الذي يتمسّك جنبلاط به إلى أقصى الحدود، لكونه الحاملة الماليّة للائحة وأحد روابط زعيم المختارة مع المملكة العربية السعودية. ويبدو التحالف بين الطرفين «الحالة الأمثل»، إذ إن المعركة تعطي زخماً «مسيحيّاً» للتيار بدل التحالف مع جنبلاط، وتريح باسيل من ضرورة انتقائه هو أسماء مرشّحيه في حال التحالف مع الاشتراكي. وفي حال تعذّر التحالف بين قوى 8 آذار والتيار الوطني الحرّ، فإن لائحة التيار ــ وهّاب قد تجذب القوميين، الذين يفكّرون في ترشيح اسمين، سنّي وماروني في الشوف، وعندها يتحرّر القوميون من قيد ترشيح درزي في عاليه، في مواجهة أرسلان والنائب أكرم شهيّب.