في مقال لرئيسة مجلس إدارة جريدة «النهار» نايلة تويني، نُشر أمس ضمن عددها الاستثنائي «الكل في جريدة»، تحدثت عن «جريدة لكل لبنان»، عن «الوطن الجامع»، وعن سير صحيفتها العريقة التي تخطّت عامها الثمانين، على «خطى طائر الفينيق»، مع تأكيدها على مبدأ شراكة جميع المكوّنات اللبنانية.
هذا الكلام أتى في الصفحة الثانية من عدد خاص توزع على 80 صفحة، أسهمت فيه أكثر من 200 شخصية، على رأسها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي مارس رئاسة تحرير هذا الملحق ليوم واحد، ورئيسا مجلس النواب نبيه بري، ومجلس الوزراء سعد الحريري، مع تسجيل غياب للمكون «العوني» وللعهد الحالي. لوحظ هذا التهميش مع عرض متأخر وقع في الصفحة 15 تحديداً، لمساهمة كل من «رئيسة هيئة شؤون المرأة» كلودين عون، والوزير السابق الياس بو صعب.
الصحيفة العريقة جمعت أول من أمس في مبناها، ضيوف هذا الملحق وغيرهم، وحشدت إلكترونياً بشكل أساسي. أسهمت في ذلك، أسماء الشخصيات المشاركة في العدد، لا سيّما الشخصيات المعروفة من ممثلين (يوسف الخال، ورد الخال، بديع أبو شقرا، ندى أبو فرحات، ماغي أبو غصن..)، ومغنين/ ات أمثال إليسا، هبة طوجي، ونجوم شاشة (نيشان، بيار رباط، هشام حداد، نديم قطيش..)، الى حين وصول هاشتاغ «#الكل_في_جريدة»، من بين الأكثر تداولاً، الى جانب حشد تلفزيوني واضح، تجلّى صراحة في برنامج «كلام الناس» على lbci، الذي خصص حلقته لهذا الحدث، وبرنامج «بموضوعية» على mtv، من خلال تقرير خاص، عن هذه الاحتفالية.
شبّكت «النهار» إذاً مع كل هذه الشخصيات المؤثرة على السوشال ميديا، وعلى الورق. أرست ثقلها على قطاع الأعمال والمصارف، وعلى الطبقة السياسية الحاكمة ووجوهها، ناسفة فئات أخرى أساسية من المكونات اللبنانية، على رأسها النقابات والأحزاب والشخصيات اليسارية التي لها أثر وثقل في الحياة العامة أمثال: شربل نحاس، حنّا غريب، جورج قرم وغيرهم، وقطاع المهن الحرة، مكرّسة أيديولوجيتها من جديد، كصحيفة يمينية «ليبرالية»، تسقط شعار «الكل في جريدة»، وترويستها «لنصنع وطناً». وهذا ما يظهر ملياً في تصفح 80 صفحة، حوى نصفها إعلانات لأغلب المصارف اللبنانية، ولسلع تجارية، وفي ترؤس سلامة هذا العدد. الرجل الذي يمثل مصالح اقتصادية واضحة، ويشكل مثار انقسام في صفوف الرأي العام خلال الفترة الأخيرة، بات على رأس هرم صحيفة بحجم تاريخ «النهار». ها هو يقود هذا الملحق، وفي ذيل الصورة/ المانشيت، التي ظهّرت لسلامة يخطب في الجموع الحاضرة في «النهار»، مساهمتا بري والحريري، اللتان تتصدران الصفحة الأولى.
رغم الحشد العالي الإلكتروني والورقي والدوافع التي قصدت الصحيفة العريقة الاستحصال عليها من خلال مهرجان «الكل في جريدة»، و«انفلاش» الأسماء يميناً ويساراً، لا سيّما من أصحاب «الهيئات الاقتصادية»، وغرف التجارة والصناعة، وأصحاب المصارف، وإعلاناتها المنتشرة في الملحق على هيئة «هايد بارك» مستنسخ، إلا أن «النهار» لم تنجح في تجسيد هذا الشعار، فبدت عارية، مبدية طبقة الأوليغارشية، على باقي المكونات التي لطالما شكّلت نبض الشارع.