في حادث هو الأسوأ والأطول منذ الهجوم على مدرسة «ساندي هوك» في كانون الأول/ ديسمبر 2012، قُتل 17 شخصاً وأصيب 14 آخرون، أمس، بإطلاق نار في مدرسة «مارجوري دوجلاس الثانوية» في منطقة باركلاند بولاية فلوريدا. وكان الفتى نيكولاس كروز، البالغ من العمر 19 عاماً، يرتدي قناعاً واقياً من الغاز، ويحمل قنابل دخان، عندما فتح النار من سلاح شبه آلي داخل المدرسة، موقِعاً عدداً كبيراً من الضحايا.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تعليقاً على الحادثة، إن هناك «دلائل كثيرة» على أن كروز «يعاني مشكلات صحية ونفسية»، مضيفاً، في تغريدة على «تويتر»، أن «مطلق النار مضطرب عقلياً، حتى إنه طُرد من المدرسة لسلوكه السيّئ». ويبيّن سجل الجاني، الذي وصفه طلاب بأنه «مراهق متقلب»، أنه قد طُرد من المدرسة فعلاً، وأنه في الفترة الأخيرة سكن مع أحد أصدقاء العائلة، بعدما توفيت أمه بالتبنّي، ليندا كروز، بسبب الالتهاب الرئوي، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، علماً بأن والده توفّي عندما كان هو أصغر سناً.
ورداً على تغريدة ترامب، أشار عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كونيكتيكت، ريتشارد بلومنثال، إلى أن الرئيس ألقى باللوم على مسائل الصحة العقلية فقط، بينما يجب «تشديد قوانين حيازة الأسلحة». لكن العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ عن فلوريدا، ماركو روبيو، حذر من «التسرّع في الاستنتاج بأن إصدار قوانين جديدة كان سيمنع إطلاق النار حتى تعرف التفاصيل الكاملة». وجاءت تلك التعليقات بعدما أفادت وسائل الإعلام المحلية بأن كروز اشترى بندقية من نوع «AR-15» بصورة قانونية، واحتفظ بها في منزل الأسرة التي كان يقيم معها، وأن الجاني اشتُهر بإطلاق النار على الدجاج، وبحديثه المتكرر عن إطلاق الرصاص على السحالي والسناجب والضفادع.
وفي وقت لاحق من مساء أمس، تعهّد ترامب بـ«تحسين وسائل الأمان في المدارس»، مخاطِباً الأطفال الأميركيين بالقول: «لستم وحدكم أبداً، ولن تكونوا كذلك»، فيما وعد وزير العدل، جيف سيشنز، بأن تعمل وزارته «بقوة» على تطبيق القوانين الاتحادية الخاصة بالأسلحة وجرائم العنف، وتحديد هوية الأشخاص المحتمل تورطهم في إطلاق نار عشوائي، على نحو وقائي. والجدير ذكره أنه منذ عام 2013، قُتل 291 شخصاً في حوادث إطلاق نار داخل المدارس الأميركية، بمعدل شخص واحد أسبوعياً.
(الأخبار)