بدأت كرة القدم النسائية نشاطها عام 2008 بمشاركة ستة أندية. الصداقة حامل لقب بطولة لبنان في 7 مناسبات وكأس لبنان في خمس، والأنصار حامل لقب كأس لبنان موسم 2009، الأدب والرياضة كفرشيما، العربي طرابلس، الشباب العربي، وهومنتمن.
في البداية، احتكر الصداقة لقب البطولة في سبع سنوات متتالية، حيث افتقرت البطولة لحس المنافسة في ظل امتلاكه لغالبية لاعبات المنتخب الوطني، إضافة لاستعانته بعناصر أجنبية ذات قيمة فنية عالية، لا سيما هدافة منتخب الأردن التاريخية ميساء جبارة. وبعد إيقاف نادي الصداقة نشاطه موسم (2014-2015)، ظهر على الساحة الكروية النسوية في لبنان، فريق ستارز أكاديمي، الذي استطاع تحقيق اللقب في ثلاثة مواسم متتالية، حيث كانت الأولى والثانية بقيادة المدرب وائل غرز الدين، والثالثة تحت قيادة المدرب سعيد وهبي. لاحقاً، استطاع فريق ذوق مصبح حديث النشأة انتزاع اللقب من ستارز مطلع الشهر الماضي بعدما جمع 18 نقطة من 6 مباريات في دور الأربعة، وحل ستارز ثانياً برصيد 10 نقاط وبيريتوس ثالثاً برصيد 4 نقاط والاخاء الاهلي عاليه رابعاً بثلاث نقاط. تدريجياً، تطورت اللعبة، وارتفع مستوى الاهتمام.

اليوم تُلعب كل موسم
بطولتان على صعيد الفئات العمرية النسائية

اليوم، تُلعب كل موسم بطولتان على صعيد الفئات العمرية النسائية، وهي بطولة الناشئات تحت 17 عاماً والتي انطلقت في الموسم ما قبل الماضي وأحرز أول ألقابه «نصر الحدث»، وثانيها الاخاء الأهلي عاليه. اضافة إلى بطولة الشابات تحت 19 عاماً والذي حققته أكاديمية الفتاة مرتين وبيروت في مناسبتين. واللافت، أن لجنة كرة القدم النسائية تعتبر إحدى أكثر لجان الاتحاد فعالية، نظراً للسعي الدائم لإظهار الموسم الكروي بجميع بطولاته ومبارياته بصورة جيدة. وحرم الاتحاد اللبناني الأندية من دفع إيجارات الملاعب أثناء المباريات الاتحادية لمساعدة الفرق بطريقة غير مباشرة، خاصة في ظل ابتعاد رؤوس الأموال والتغطية الإعلامية عنها. إلى ذلك، وافق الاتحاد اللبناني لكرة على القدم على المشاركة في بطولة غرب آسيا للمنتخبات التي تستضيفها مدينة دبي الإماراتية مطلع نيسان المقبل للاعبات دون 15 عاماً أي فئة (2003- 2004 – 2005) وتبدو حظوظ لبنان في إحراز اللقب وفيرة، في ظل وجود نخبة من أبرز اللاعبات، اللواتي يشاركن اليوم في بطولة تحت 19 عاماً. ويشرف على تدريب منتخب تحت 19 عاماً المدرب الوطني وائل غرز الدين، الحائز على الشهادات التدريبية من الاتحادين الاسترالي والبرازيلي. ويقال بين المتابعين إنه يمتلك خبرة واسعة في مجال التدريب. يشغل غرز الدين اليوم إضافة لمهمته مع المنتخب الوطني، مهمة مساعد مدرب نادي الراسينغ الرياضي الكابتن رضا عنتر. ويساعده لاعبة منتخب لبنان السابقة جوانا حمزة، ومدرب الحراس أشرف محجوب. ويعتبر منتخب تحت 19 عاماً أفضل منتخبات اللعبة منذ تأسيسها نظراً لنوعية اللاعبات التي يمتلكها، والتي تحتاج للاهتمام من قبل نفسها وأنديتها والاتحاد.
نقطة إيجابية أخرى: على عكس الرجال، تُحل تواقيع اللاعبات كل ثلاثة أعوام. يصبح باستطاعة اللاعبة اللعب مع أي فريق تختاره، ما يعطي اللعبة أكثر حماسة لا سيما في فترة الانتقالات والتواقيع، ويمنح الفرصة للفرق بالعمل جاهدة للسعي الدائم خلف المواهب الصاعدة. وهذا ما فعله الاخاء الأهلي عاليه الذي بقي طوال المواسم الماضية يسعى خلف اللاعبات الصاعدات، ومنحهن الثقة، حتى توج بلقب الناشئات الموسم الماضي، وهو من أبرز المرشحين لنيل لقب الشابات في الموسم الجاري، بعدما حقق وصافته الموسم الماضي.
هذه «التطورات» في اللعبة، أثمرت بعض النتائج. ومنها، احراز منتخب لبنان للناشئات في 25 شباط 2015 بطولة كأس العرب التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة، بعد فوزه في المباراة النهائية على جيبوتي بهدف وحيد، سجلته لاعبة بيريتوس مريم شهاب، تحت قيادة المدربة هبة الجعفيل. وكان المنتخب يضم حينها نخبة من أبرز اللاعبات اللواتي بتن اليوم من الركائز الأساسية لمنتخب السيدات.
المنتخب النسائي «الصغير» ــ على اختلاف الفئات العمرية ــ لم يعد حلماً. تطورت أحلامه بالفعل. وهو يسعى لتقديم مستوى جيد في بطولة غرب آسيا (تحت 19 عاماً) المقبلة مطلع أيلول المقبل، والتي لم يحدد مكان إقامتها بعد، وتصفيات كأس آسيا المؤهلة لكأس العالم. لبنان في كأس العالم... لم لا؟




ازدياد في عدد اللاعبات

أكثر من 400 لاعبة وقعن على كشوفات الاتحاد اليوم. وبالنسبة للعبة حديثة العهد، فهذا رقم كبيرة. نسبة لا بأس بها تبشّر بمستقبل مبهر للعبة خاصة أن غالبية اللاعبات هن دون التاسعة عشر، ويشاركن مع أنديتهن ببطولات الفئات العمرية.


عدد الأندية في ارتفاع

شهد الموسم الماضي مشاركة 11 فريقاً، بعدما شارك في الموسم الذي سبقه خمسة فرق فقط، وُزعوا على مجموعتين وتأهل أصحاب المراكز الثلاثة الأولى من كل مجموعة إلى دور الستة. وشارك في الموسم الحالي تسعة أندية.

7 لاعبات أجنبيات

شهد الموسم الحالي رقماً قياسياً بعدد اللاعبات الأجنبيات اللواتي شاركن في بطولة السيدات، إذ وصل إلى سبع لاعبات، حيث كان ذوق مصبح صاحب العدد الأكبر. أبقى ستارز أكاديمي على «أجنبيتيه»، التونسية غادة العيادي والمصرية هيام عبد الحفيظ.

«حكمات»

دفع التطور الملحوظ في مستوى اللعبة وشعبيتها العديد من اللاعبات السابقات للمشاركة في دورات تحكيمية تحت قيادة الحكم الدولي السابق هدى العوضي، والتي تؤمن بأن الحكم الأنثى قد تفوق الرجل في مستواها نظراً لمثابرتهن الدائمة.