بالرغم من إقرار مجلس النوّاب العراقي الميزانية الاتحادية لعام 2018، ثمّة حراكٌ يقوده مناصرو «الحشد الشعبي»، الذين دعوا أمس إلى التظاهر في ساحة التحرير في العاصمة بغداد، للمطالبة بزيادة رواتب المقاتلين حتى تكون متساويةً بأقرانهم في الأجهزة الأمنية والعسكرية الأخرى.
واجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي أمس تغريداتٍ ذُيّلت بـ«هاشتاغ» (البرلمان يخون الحشد)، طالب فيه الناشطون المعنيون بـ«التحرّك السريع» لإيجاد حلٍّ مناسبٍ لقضية إنسانية، خاصّةً أن المنتسبين لـ«الهيئة» كان لهم الدور البارز في عمليات استعادة المناطق من قبضة تنظيم «داعش» على مدى السنوات الأربع الماضية، في وقتٍ تشير فيه رواتب المنتسبين إلى مختلف القوى الأمنية إلى أن مرتب المنتسب إلى «جهاز مكافحة الإرهاب» مثلاً، يبلغ ثلاثة أضعاف مرتب المنتسب إلى «الحشد».
وفي هذا السياق، نُشرت أمس عريضةٌ ضمّت توقيع 62 نائباً طالبوا فيها بإنصاف مقاتلي «الحشد»، عبر موازنة تكميلية لدعمهم ضمن الموازنة الاتحادية لعام 2018. ونصّت «العريضة» أيضاً على «دعم التخصيصات لهم عبر رفع سقف الرواتب، وصرف مخصصات للخطورة أسوة بإخوانهم من القوات المسلحة». وكان البرلمان قد أنهى تصويته على مشروع قانون الموازنة الاتحادية بقيمة بلغت أكثر من 104 تريليونات دينار وبعجزٍ حوالى 12.5 تريليون دينار، وسط مقاطعة الكتل الكردية، التي لوّحت بالانسحاب من العملية السياسية، بسبب احتساب نسبة 12.67% لـ«إقليم كردستان» بدلاً من 17% المعتمدة منذ أوّل موازنة للعراق بعد التغيير عام 2004.
وكان لافتاً أمس إقرار البرلمان قانوناً يؤسّس لأوّل مرة في البلاد شركة وطنية للنفط تتولى إدارة الملف النفطي، بما في ذلك نفط «الإقليم». ونقلت وكالة «الأناضول» عن عضو «لجنة النفط والطاقة» البرلمانية زاهر العبادي قوله إن «البرلمان صوّت بالأغلبية على قانون شركة النفط الوطنية»، واصفاً ذلك بـ«الإنجاز الكبير».

دعا الصدر مؤيديه إلى المشاركة في الانتخابات المقبلة لإنقاذ العراق
وأضاف أن «الشركة ستتولى إدارة ملف النفط في كافة مناطق البلاد من التخطيط والاستخراج والإنتاج، ووضع الاستراتيجيات النفطية». وفيما منح القانون لأعضاء «شركة النفط الوطنية»، التي ستتشكل لاحقاً، تحديد نسبة أسهم للمواطن العراقي في الشركة، فإن العبادي أشار إلى أن «المواطن سيكون رقيباً على الشركة».
بدوره، قال وزير النفط العراقي، جبّار اللعيبي، إن وزارته ستتخذ الإجراءات والخطوات المناسبة لتطبيق القانون، مؤكّداً أن «القرار التاريخي يهدف إلى الاستثمار الأمثل لإدارة الثروة الوطنية وحمايتها وتطويرها، وفق البرامج والآليات المتقدمة الرصينة».
وفي سياقٍ متّصل، قرّر مجلس الوزراء إناطة أعمال تطوير حقل مجنون النفطي بـ«شركة نفط البصرة»، مبيّناً أن «القرار سيقلص من التكلفة السنوية بمعدل 300 مليون دولار». وقال المجلس في بيان له إن «القرار جاء لغرض إدارة الحقل بالطريقة المثلى، وبما يضمن عدداً من الأهداف، أهمها تقليص كلفة الإدارة والتطوير بمعدل 300 مليون دولار في السنة، فضلاً عن أهمية تشغيل أهم الحقول الوطنية بإدارة عراقية وبمعايير عالمية للتنمية المستدامة في البلاد». وأوضح المجلس أن «خطط التطوير تنفذ بنفس المعايير والأساليب المعتمدة لشركات جولات التراخيص، مع التأكيد على الالتزام بتخفيض كلف التطوير للإنتاج بنسب مطردة لا تقل عن 30% خلال خطة عام 2018، وصولاً إلى نسبة لا تقل عن 50% من كلف التطوير الواردة في خطط المشغل»، إضافةً إلى تقليص الفترات الزمنية بنسبة لا تقل عن 20% من المخطط.
انتخابياً، دعا زعيم «التيّار الصدري» مقتدى الصدر إلى «إنقاذ العراق من الفاسدين»، وذلك في معرض ردّه على سؤال بشأن المشاركة في الانتخابات المقبلة. ووفق وثيقة نشرها المكتب الخاص للصدر، دعا الأخير «محبّي الوطن إلى إنقاذه بأصواتكم»، محذراً من ضياعه بـ«أيدي الفاسدين».
إلى ذلك، أصدرت «الهيئة الوطنية العليا للمساءلة والعدالة» قراراً دعت فيه إلى مصادرة أموال الرئيس السابق صدام حسين وأبنائه وأقاربه، بالإضافة إلى 4257 شخصاً من محافظين وأعضاء فروع في «حزب البعث»، ومن هم بدرجة عميد في خمسة أجهزة أمنية تابعة للنظام السابق. وقالت «الهيئة» في بيانٍ إن مصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة تسجل عائديتها لوزارة المالية لكل من صدام حسين وأولاده وأحفاده وأقربائه، حتى الدرجة الثانية، ووكلائهم ممن أجرَوا نقل ملكية الأموال المشار إليها في هذا القانون وبموجب وكالاتهم.
(الأخبار)




العبادي: التعاون مع «الناتو» مهم في مجال ملاحقة الإرهاب

بحث الأمين العام لـ«حلف شمال الأطلسي» (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، أمس، مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، تدريب «الحلف» للقوات العراقية، والتعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب، وذلك خلال لقاءٍ جمع العبادي بستولتنبرغ، في العاصمة بغداد، في لقاءٍ هو الثاني بين الجانبين في غضون أقل أسبوعين، حيث التقيا في منتصف شباط الماضي في ألمانيا، على هامش مؤتمر الأمن الذي عقد في مدينة ميونخ.
وقال العبادي، أثناء اللقاء، إن «ما حققناه من انتصار كبير وحقيقي على عصابات تنظيم داعش يجب الحفاظ عليه، والقضاء على الوجود الأيدولوجي للإرهاب مع الاستمرار في ملاحقته»، مشدّداً على أن التعاون بين العراق و«ناتو» مهم في مجال ملاحقة الإرهاب.
من جهته، قال ستولتنبرغ «إننا نقوم بتدريب القوات العراقية، ومستمرون في دعم بغداد ومساندتها والتعاون معها في التدريب وبناء الأكاديميات العسكرية والتزويد بالخبرات».
(الأخبار)