وفيق الهواريحين تصل إلى السيروبية، شرق صيدا، يعبق أنفك برائحة حريق النفايات المنتشرة في شوارع الحيّ وأزقته. هذا الأمر يجعل بديهياً أن تأتي «النظافة» إجابة أولى عن سؤال عن مطالب أهالي البلدة من بلدية درب السيم التي يتبعون لها إدارياً، والتي يشكون غياب خدماتها.
يقول إبراهيم الشامية: «النفايات تملأ الشوارع والحاويات غير كافية»، يضيف مشاكل أخرى «الطرق بحاجة إلى تعبيد وبناء أرصفة، وليلاً تسير في ظلام دامس لغياب اللمبات عن أعمدة الكهرباء».
فيما يختصر عصام العدلوني الواقع بالقول: «هناك غياب تام للبلدية عن السيروبية ولا أستطيع تحديد المشاكل، فأنت تلاحظها في كل زاوية من زواياها». مشيراً إلى مشكلة «مجارير البنايات المطلة على المقبرة الجديدة التي تفيض من وقت إلى آخر ولا أحد يسأل، هناك بناء عشوائي والبعض يتحدث عن رسوم غير مشروعة للسماح له بالبناء. أما العلاقة الإدارية فحدّث ولا حرج، لدي معاملة في البلدية منذ 4 أشهر، كل يومين أو ثلاثة أيام أتصل والجواب واحد: الرئيس غير موجود، لم يأتِ بعد، عليك الانتظار». ويعزو العدلوني الوضع الراهن إلى الانقسام السياسي الحاد الذي تعيشه مدينة صيدا «وهذا يمنع وجود لجنة شعبية تتابع المشاكل».
يحدّد الدكتور خالد المصري المطالب التي رفعتها لجنة تيار المستقبل إلى النائبة بهية الحريري: «تشجير الحي، وإصلاح الطرق، زيادة مستوعبات النفايات، طلاء الطبّات، تأهيل أعمدة الكهرباء، بناء ثلاث غرف للهاتف العمومي، إنشاء حديقة عامة في أرض شارع ملاصق للحي ورسم جداريات». ويضيف د. المصري: تنقل شركة NTCC النفايات الموجودة في الحاويات فحسب، وعند مراجعتها، أخبرتنا إدارتها أن العقد مع اتحاد البلديات ينص على نقل الموجود في الحاويات». ويشير إلى انقطاع الصلة مع البلدية «لا احتكاك، لا جباة، لا شرطة حتى عامل النفايات الذي يجمع النفايات من البيوت يتقاضى راتبه من أهالي الحي».
ويكشف المصري أن أهالي المنطقة اجتمعوا في مطلع شهر آب مع النائبة بهية الحريري «عرضنا عليها المطالب، فاتصلت برئيس البلدية مارون جحا الذي حضر وناقشنا معه التجربة خلال الأعوام الستة السابقة. وكان جوابه: علينا فتح صفحة جديدة وأنا الآن نيو مارون جحا».
لكن رئيس بلدية درب السيم نفى ذلك بقوله: «كنت مارون جحا وسأبقى مارون جحا. وعندما اتصلت بي النائبة الحريري ذهبت حتى لا تستمع إلى وجهة نظر واحدة. وقد أخبرت المجتمعين أن أي طلبات تريدونها عليكم التوجه مباشرة إلى البلدية وليس عبر النائبة الحريري، وإذا طلبتم شيئاً بالواسطة فلن أنفذه. وأنا الآن أدرس ما تقدموا به، وسنبدأ بإنشاء حديقة مع أرصفة».
وعن مشكلة النفايات يشير جحا إلى أن المشكلة مع الشركة المتعاقدة مع اتحاد البلديات، «ويبدو أن الاتحاد تأخر في الدفع فأوقفت الشركة خدماتها». وعلى الرغم من ذلك يصرّ جحا على أن العلاقة مع أهل السيروبية «ممتازة وأن هناك تواصلاً مستمراً معهم، ونحاول تأمين ما يريدون ولكن إمكاناتنا ضعيفة». يقول: «بلدتنا درب السيم فقيرة جداً، لا تحوي أية مؤسسة تجارية سوى محطة بنزين والجباية ضعيفة بسبب أوضاع الأهالي، وكما ترى ما زالت هناك بيوت مدمرة من أيام الحرب، ولم يستطع أصحابها إعادة بنائها».