«أنا أعدكم وعد شرف بأنّه بعد برنامج «أنت حرّ» على شاشة MTV، رح تبطّل محسوبة على 14 آذار» هكذا قال لنا جو معلوف عشية انطلاق برنامجه على المحطة اللبنانية. بعد أسابيع على بدء عرض البرنامج، صار يمكننا القول إنّ MTV صارت قناة «المسيحي المذعور» جو معلوف، وخصوصاً بعد الحلقة التي شاهدناها أول من أمس.
الإعلامي الذي تربّى في «كنف» نضال الأحمدية، تدرّج في مجال الإعلام في قناة «الجرس» ببرامج اعتمدت الفضائحية في فتح ملفات الفنانين والسياسيين. لكنّ «أمير الإعلام العربي» ـــــ كما يطلق على نفسه، أو يسميّه جمهوره ـــــ قال إنّه طوى هذا الفصل من ماضيه مع دخوله قلعة «أم. تي. في».
إذاً، فتح معلوف صفحة جديدة جاءت لتعزّز سياسة القناة في التعاطي مع قضايا عديدة في المجتمع اللبناني. وقد شاهدنا تجلياتها في كل برامج المحطة السياسية حتى الفنية والساخرة كـ «كتير سلبي»، الذي أتحفنا بعنصريته تجاه الفلسطينيين وعاملات البيوت وكلّ «غريب» في المجتمع اللبناني.
واليوم، جاءنا جو معلوف، فوضع MTV على عرش المحطات الناطقة باسم اليمين المسيحي، وجعلها تتفوّق على lbc حين كانت هذه الأخيرة في عزّها، معقلاً للقوات اللبنانية وذراعها الإعلامية خلال الثمانينيات.
أول من أمس، خرج علينا معلوف، الذي خاض قبل سنوات معركة مع الأحمدية متهماً إياها بازدراء الدين المسيحي، ليطرح نفسه «بطرك المسيحيين»، هم الفئة المغلوبة على أمرها التي لا تملك مَن يحميها من هذا المحيط «العدائي». وتساءل معلوف «لماذا يحقّ للدرزي، والشيعي، والسنّي التظاهر في هذا البلد من دون مشاكل باستثناء المسيحي؟».
جو «المؤرّخ» و«السوسيولوجي» قدّم إلينا في الحلقة مرافعة تاريخية لا تنتهي عن المسيحي الذي لطالما كان «مكسر عصا» في هذا البلد. وشنّ هجوماً على وسائل الإعلام التي لم تقم بواجبها في الإضاءة على القمع الذي مورس على التظاهرة الطلابيّة لحزبي «الكتائب اللبنانيّة» و«الوطنيّين الأحرار» التي أقيمت يوم السبت الماضي في بيروت احتجاجاً على كتاب التاريخ الموحّد.
وخلال الحلقة، شدّد أميرنا على أنّ تظاهرات كثيرة تقام في بيروت، وآخرها تظاهرتا الشيخ أحمد الأسير والبعثيين، لم تتعرّض لأي إشكالات، بينما تواجَه تظاهرات المسيحيين بالعصيّ والهراوات. آه نسينا أن نقول إنّ معلوف عرض أيضاً ريبورتاجاً يُظهر عناصر من قوى الأمن الداخلي ينهالون ضرباً على الشباب على خلفية أغنية جوليا بطرس «اسودّ الليل». كان المشهد بشعاً حقاً، لكنّ الأخطر أنّ معلوف حيّد كل الأطراف السياسية، ملقياً مسؤولية هذه الهمجية على فصيلة البرج (آمرها ياسر الضاهر)، غامزاً من قناة طائفة محددة مسؤولة عن «ضرب المسيحيين». طبعاً، لم يقل لنا معلوف إنّ هذه الطائفة هي الحليف الأساس لميشال عون. وطبعاً، نسي معلوف أنّ هناك قتلى وقعوا خلال تظاهرة عام 2008 في ضاحية بيروت الجنوبية مع أنّ ذلك لا يبرّر القمع الذي حصل.
وبعدما استضاف عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب ألبير كوستانيان، ختم معلوف بمرافعة عن الأسباب التاريخية لاستضعاف المسيحيين في لبنان. ثم خرج علينا بالحلّ: «المسيحيون يحتاجون إلى ديك» يدافع عنهم في وجه المنسوب العالي من التستوستيرون عند الطوائف الأخرى. قولوا لجو معلوف أن يستعين بمحمد اسكندر... ولـ mtv هنيئاً لها فَتحها الجديد!