فيما يعيش المشهد الإعلامي اللبناني وضعاً ضبابياً يهدّد استمرارية بعض المحطات، ويبقي أخرى برسم بالمجهول، تعمل mbc بصمت. الشبكة السعوديّة التي أخذ المشاهد الخليجي حصّة الأسد من برمجتها، لم تغيّر استراتيجيتها، لكنها وسّعت «البيكار» بهدف إرضاء العائلة العربية. بعد حصولها على حقوق عرض أضخم البرامج الفنية العالميّة، واختيارها آخر الإنتاجات الدراميّة التركيّة، ثم دخولها ساحة الدراما العربيّة مع المسلسلات الطويلة، منها «روبي» للمخرج رامي حنا حاليّاً، و«المنتقم» للمخرج حاتم علي قريباً، ودّعت المحطة حلقات Arab Idol، وتستقبل مواهب Arabs Got Talent (الجمعة) على mbc4، كذلك تفاوض على حقوق أحد برنامجين هما The Voice وX Factor.
وبعيداً عن المواهب، تراهن المحطّة السعوديّة على الإعلاميّة المصريّة وفاء الكيلاني في برنامج «نوّرت» (الاثنين 21:30) لكن بالأسلوب الكيلاني المخفّف. هنا، لن تغيّر طريقتها في الحوار الجريء، غير أنّ «غياب الشقاوة والمشاغبة» بالأسلوب الذي طبع برامجها السابقة، يدفعها إلى القول لـ«الأخبار» بـ«أنّني أغيّر جلدي لأنني أطلّ على mbc». وتصف هذه المرحلة بـ«إجازة وفاء المحاورة الجريئة».
متابع الحلقة الأولى من «نوّرت» لمس تأقلمها مع مواصفات البرنامج الجديد، واكتشف إمكانات المحاورة القادرة على المزج بين الجرأة في أسئلتها وخفّة الظل. وهذا الجانب الطريف في شخصيتها، كان شبه غائب في برنامجيها الشهيرين «ضد التيّار» و«بدون رقابة». لا توافق أنّ هذين البرنامجين يعتمدان على القساوة واللطشات، بل كانا عبارة عن «حوار موضوعي جريء مع ضيف واحد». مع ذلك، ترى أنها قبلت التحدي؛ «لأنّ الشطارة هي أن يعرف الإعلامي كيف ينوع ويتأقلم مع برامج مختلفة، وهو ما فعله كبار الإعلاميين». يعرض البرنامج الجديد حياة خمسة ضيوف في 90 ثانية، ويقدم مقاطع غنائية وصوراً ومقاطع فيديو تضفي هامشاً من التسليّة، ثم يطرح أسئلة لكل ضيف على حدة، وهو ما تضمنه الكيلاني بعض الناريّة في النقاش، ويكسر حدته دخول الضيوف الآخرين على الخط.
تعرّف الكيلاني برنامجها، كمن يتحدث عن مائدة عشاء شهيّة، وتدعو الجمهور إلى «تذوق سلطة متحبّشة بتوابل وبهارات مختلفة»، لافتة إلى أنها تحاول «الاستمتاع بمادة بعيدة عن الجدل الحاد، مع ضيوف من قماشات مختلفة في 70 دقيقة تتضمن وجهة نظر غير استفزازيّة». وهي تصفها بالفقرة النديّة بين الرأي والرأي الآخر، «ألعب دور المستمعة غالباً والموجهة أحياناً». تجد الإعلاميّة المصريّة أن الأمر المغري في «نورت» هو أنه يظهر على شاشة mbc، ويسير «ضد التيّار» في زمن الثورات العربيّة». لا تربط الكيلاني اعتذارها عن عروض من فضائيات مصريّة بما تصفه بسحر mbc فقط. توضح أنّ «ظروفي الحاليّة، تفرض عليّ البقاء في لبنان مع عائلتي وولدي».
وتخوض الإعلامية المصرية هذا التحدي الجديد مع بيري كوشان صاحبة شركة Periscoop ومخرج متميّز هو باسم كريستو. وتصوّر حلقات «نوّرت» داخل ديكور أنيق في استوديوات mbc شمال بيروت، حيث تستقبل نجوم التمثيل والغناء والرياضة والإعلام والصحافة والكتابة والإخراج. ومع انطلاق التصوير بإيقاع سريع، يلاحظ أن وفاء تتفاعل مع ضيوفها بسرعة بديهة، ويواكب الفنان ستافرو جبرا الحوار برسوماته من وراء الكواليس، ما يضفي طرافة على الجلسة حيناً وسخونة أحياناً. أضف إلى ذلك، فكرة البرنامج التي وضعتها المنتجة ومقدمة البرامج اللبنانيّة _ الفرنسيّة بيري كوشان، وهي صاحبة نسخ عربيّة من برامج عالميّة منها «حديث البلد»، و«تاراتاتا»، و«سوالفنا حلوة»، وتنتجه عبر شركتها Periscoop مع شريك نجاحاتها باسم كريستو، وتتولى تنفيذ الإنتاج بريسيلاّ جبرا، وتشرف على التفاصيل الإنتاجيّة كورين مدوّر.
وبعد تصوير الحلقة الثالثة ليل السبت الماضي مع طارق أبو جودة، وسلافة معمار، وداوود حسين، ودينا حايك، ولاعب كرة القدم السعودي ياسر القحطاني، سيكون الجمهور هذا المساء مع ثانية حلقات البرنامج، وضيوفها طارق العلي (ممثل كويتي)، وعمرو مصطفى، ولجين عمران، وأحمد العرفج (صحافي السعودي)، وكارمن سليمان المشتركة المصريّة التي توّجت محبوبة العرب في Arab Idol.
هكذا، انضمت وفاء الكيلاني إلى mbc وتفرض حالياً عزلة على نفسها بسبب الضغط الاستثنائي الذي تعيشه مع فريق البرنامج، وخصوصاً أن ما يفصل بين تصوير حلقة وأخرى أحياناً، لا يتجاوز خمسة أيام، وهي تحرص على كتابة نصّها بنفسها، بالتعاون مع فريق الإعداد وصاحبة الشركة المنتجة.

«نوّرت» كل اثنين 21:30 على mbc



يا هلا بالمواهب العربية!

حان وقت العودة إلى Arabs Got Talent مع رايا أبي راشد وقصي. مع انطلاقة الموسم الثاني الجمعة المقبل، سيفتقد الجمهور حضور الإعلامي المصري عمرو أديب، صاحب «الكاراكتير» الساخر في لجنة التحكيم، بعدما حلّ مكانه الممثل السعودي ناصر القصبي، إلى جانب نجوى كرم وعلي جابر. وبعد انتهاء الموسم الثاني، لن تحرم mbc جمهورها المزيد من البرامج الفنية. واذا كانت mbc قد صرحت أخيراً بأنّ المحطة ما زالت في مرحلة التفاوض، فقد علمت «الأخبار» أن الكفّة تميل لصالح برنامج The Voice، لا X Factor، لكن المفاوضات لم تصل إلى خواتيمها السعيدة مع أصحاب أيّ من البرنامجين، فهل يحدث ما يقلب الصورة الحاليّة؟