غالباً ما يؤدي انتشار بسطات الخضر على طول الطرقات الرئيسية والدولية في البقاع الأوسط، وعند المفارق إلى عرقلة السير واصطدام سيارات بعضها ببعض. فقد اتخذت البسطات من أحد طرفي الطرقات محطة لخيم مدعّمة بأوتاد خشبية، وبعض من القصب على سقفها، أو خيم الخيش أو النايلون، من دون أن يكون المكان خاضعاً لدراسة تقي من الحوادث. هذه هي حال جميع الطرقات، فعند طريق برالياس ـ ديرزنون ـ المصنع الدولي، اختارت أكثر من 10 بسطات مكاناً لها في أملاك خاصة مستأجرة، من صاحب الأرض، مسببة حوادث عدة، فغسان مثلاً صدم مقدمة سيارته بخلفية سيارة كانت مركونة أمام إحدى البسطات، ما أدى إلى أضرار في السيارتين. يقول الرجل إنّ خبير السير وضع النسبة الأكبر من أسباب الحادث عليه لكون قانون السير اللبناني يعطي الحق لمن هو في الأمام. هذا الواقع فرض عليه تصليح سيارته وسيارة الآخر، من دون أن يلحظ الخبير أن أحد الأسباب هو وجود بسطة عند الجهة اليمنى من الطريق، تفرض على الزبائن إيقاف سيارتهم وسط الطريق، ولو كانت تترك مجالاً لركن هذه السيارات لما وقع الحادث.
في منطقة جلال تعلبايا، تأكل بسطات الخضر من الطريق أمتاراً، كأنّه لا يكفي ضيق الطريق وانتشار المؤسسات التجارية والمطاعم، عند جانبيه، ما يسبب ازدحاماً دائماً عند ساعات الظهيرة. وما حصل مع خميس ملحم خير دليل، فلم يكد الرجل يركن سيارته أمام البسطة حتى اصطدمت سيارة متجهة من شتورا نحو زحلة، وبثوان معدودة، بالجهة اليمنى من سيارته، ما كبده خسارة مادية كبيرة. يحمل ملحم المسؤولية لبلدية شتورا، باعتبار أن البلديات هي التي تجيز الترخيص للبسطات.
لكن مراجعات عبد الكريم حسين لبلدية الصويري ولقوى الأمن الداخلي لم تجدِ نفعاً، ولا حتى عرض التسويات مع صاحب البسطة. في المقابل، يستغرب أبو سامر، صاحب بسطة لبيع الخضر في منطقة برالياس ديرزنون، تحميلهم المسؤولية، باعتبار أن وضعهم لا يختلف عن وضع المؤسسات على جانبي الطريق. يقول الرجل إنّهم يعتمدون في رزقهم على «خط السير»، وإذا تراجعوا إلى الخلف فلا تراهم السيارات.