الكويت ومجلس التعاون والمعارضة تؤكد وجود وساطة كويتية لحل الأزمة في البحرين، أما السلطة فتنفي ذلك نفياً قاطعاً، وهو ما يشير إلى بوادر تأزيم من قبل سلطة باتت تفاوض من موقع القوة، بعد حسم معركتها مع المعارضة على الأرضنفى وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، نفياً قاطعاً، أمس، وجود وساطة كويتية لحل الأزمة السياسية في البحرين، رغم ما أعلنته جمعية «الوفاق» المعارضة من قبول عرض أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح للتوسط، وأكّده مندوب الوساطة الكويتي علي المتروك.
وكتب وزير الخارجية، في صفحته على موقع «تويتر»، «أي كلام عن وساطة كويتية في البحرين غير صحيح إطلاقاً. هناك مساع سابقة لم يستجب لها، وانتهت قبل قانون السلامة الوطنية».
وأعلنت «الوفاق» وحلفاؤها في المعارضة في أكثر من تصريح وبيان الموافقة على مبادرة الوساطة الكويتية من أجل إطلاق الحوار الوطني برعاية ولي العهد، من دون أن تضع أي شروط مسبقة، رغم وجود قوات خليجية في المملكة ونفاذ قانون السلامة الوطنية، إضافة إلى اعتقال عشرات المعارضين، وفي مقدّمتهم قادة جمعيات سياسية، وشنّ حملات تنكيل قالت المعارضة إنها لم تتوقف بعد.
وفي السياق، التقى نائب رئيس مجلس الوزراء البحريني الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة أمير الكويت وسلّمه رسالة من ملك البحرين حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، ولم يعرف فحوى هذه الرسالة، باستثناء ما ذكرته وكالة أنباء الكويت «كونا» عن أنها «تضمنت العلاقات الأخوية الطيبة وسبل تعزيز مسيرة التعاون بينهما في المجالات كافة، وآخر التطورات على الساحتين».
وفي تصريحات تعاكس ما ذكره وزير الخارجية البحريني، قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد الرحمن العطية، إنه يؤيّد المبادرة الكويتية لإصلاح العلاقة بين الحكومة والمعارضة في البحرين. وأضاف أن «من يعتقد أن الظروف الراهنة في المنطقة توفر فرصاً للتوتر والهيمنة على حساب مصالح الآخرين فإنه واهم واهم»، معرباً عن أمله بأن «يعي الجميع أن الأطماع لأي قوة سيكون مآلها الزوال»، في إشارة إلى إيران.
من جهة ثانية، رفض بيان صادر عقب اجتماع العطية مع الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، أيّ تدخل خارجي في شؤون البحرين، مؤكداً مشروعية وجود قوات «درع الجزيرة» بناءً على طلب البحرين واستناداً إلى النظام الأساسي لمجلس التعاون، بحسب ما نقلت وكالة أنباء البحرين.
ورحّب البيان بعودة «الهدوء والاستقرار إلى البحرين»، ودعا كافة الأطراف إلى «تغليب المصلحة الوطنية والاستجابة لمبادرة الأمير سلمان بن حمد آل خليفة والدخول في حوار وطني شامل».
وفي السياق، اتهم الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في مجلس التعاون الخليجي، سعد العمار، إيران بتجاوز الخطوط الحمراء وقلب الحقائق بشأن أحداث البحرين. وقال لصحيفة «الاقتصادية» السعودية «سمعنا وقرأنا تصريحات لمعظم المسؤولين الإيرانيين عن الوضع في مملكة البحرين كأنه شأن إيراني أو يخصّ مواطنين إيرانيين».
وعن توتر العلاقات الدبلوماسية بين البحرين وإيران والطرد المتبادل للدبلوماسيين، رأى العمار أن «الموقف الإيراني من هذه الأزمة تعدّى كل الأعراف الدبلوماسية والخطوط الحمراء في علاقات الدول بعضها ببعض»، مشيراً إلى أن هذا يعدُّ «تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي لمملكة البحرين».
وعلّق على تصريحات المسؤولين الإيرانيين من انتفاضة البحرين بالقول، إن «دول مجلس التعاون تنظر إلى إيران بوصفها دولة صديقة ودولة جوار، لكنّ إيران مع الأسف لا تتعامل من هذا المنطلق». وقال إن «التصريحات التي صدرت من المسؤولين الإيرانيين جاءت متناقضة تماماً مع هذه المبادئ»، وجدّد الموقف الخليجي أن «دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين كان بسبب الخطر الذي تعرّضت له الدولة الخليجية».
في هذه الأثناء، ذكرت صحيفة «المصري اليوم» أن رئيس الاستخبارات العامة المصرية الجديد اللواء مراد وافي أجرى جولة الأسبوع الماضي، شملت سوريا ودولاً خليجية.
وقالت الصحيفة إن وافي نقل خلال الزيارات التي قام بها رسائل من رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، المشير محمد حسين طنطاوي. وأضافت «كان من الضروري أن تُجري مصر حواراً مع القادة الخليجيين في هذا التوقيت، بخصوص ما يجرى في البحرين، والتحفّز الإيراني لاستثمار تصاعد الاحتجاجات الشعبية هناك، وتكثيف الدوافع المذهبية لحركة بعض القوى السياسية البحرينية، لتأكيد الحضور المصري وعدم الغياب عن هذه التطورات التي يمكن أن تغيّر من طبيعة الأوضاع في دول خليجية».
وأشارت «المصري اليوم» إلى أن هدف جولة رئيس الاستخبارات المصرية كان أيضاً إبقاء «خطوط الحركة المصرية والمحافظة على عناصر الربط بين الأمن القومي المصري والأمن في الخليج، ولتضييق المساحة أمام إحدى القوى الإقليمية المنافسة (إيران)، وتوجيه رسالة مفادها أن مصر الثورة التي تعيد بناء نظامها السياسي الداخلي لن تُشغل عن دورها الإقليمي».
(الأخبار، أ ف ب، أ ب، رويترز، يو بي أي)