واجه الثوار الليبيّون نكسة جديدة أمس، مع استعادة قوات الزعيم الليبي معمر القذافي السيطرة على مدينة رأس لانوف النفطية. ورغم تأكيد دول «مجموعة الاتصال» مواصلتها الحرب ضد النظام الليبي، تطورت الأوضاع في غير مصلحة المعارضة، حين استعادت قوات العقيد معمر القذافي، صباح أمس، السيطرة على رأس لانوف (شرق)، وأرغمت قوات الثوار على الفرار من هذا المصبّ النفطي الاستراتيجي، والعودة أدراجها شرقاً نحو البريقة، التي أصبحت بحكم المحاصرة. وقال المعارضون إن قوات القذافي التي سيطرت على السدرة ورأس لانوف تتجه صوب بلدة نفطية أخرى هي البريقة، التي غادرها الثوار في شاحنات صغيرة ومركبات أخرى متجهين إلى أجدابيا. وكانت رأس لانوف قد سقطت في 27 آذار في أيدي الثوار الذين تمكنّت قوات النظام من وقف تقدمهم في الأيام الماضية.
في هذه الأثناء، قصفت القوات الموالية للقذافي مجدداً مدينة مصراتة (شرق طرابلس) بالمدفعية والصواريخ، وذلك غداة هجوم دام أدى إلى سقوط 18 قتيلاً، حسبما ذكر متحدث باسم الثوار وطبيب في مصراتة.
من جهته، أعلن المتحدث باسم الثوار أن «النظام يكرر باستمرار أنه أوقف إطلاق النار على مصراتة، في الوقت الذي أصبحت فيه هجماته الدموية أمراً يومياً». وأضاف «ندعو الأسرة الدولية إلى وقف المجزرة». وتابع «نحن شاكرون للتحالف، وخصوصاً لفرنسا، التدخل في ليبيا. مهمتهم هي حماية المدنيين، فليساعدونا إذاً». وقال إن «الكنديين المكلّفين بمصراتة لا يقومون بمهمتهم. فهم يترددون في قصف دبابات القذافي داخل المدينة خوفاً من إصابة المدنيين».
وفيما يطرح بشدة موضوع تسليح المعارضة الليبية من عواصم غربية، لم تخف روسيا تحفظاتها. فقد أعلن وزير خارجيتها سيرغي لافروف أنه لا يحق لأي دولة أن تسلّح الثوار في ليبيا، بموجب التفويض الذي وافق عليه مجلس الأمن الدولي.
وقال لافروف، خلال مؤتمر صحافي في موسكو، إن «وزير الخارجية الفرنسي (آلان جوبيه) قال إن فرنسا مستعدة لكي تبحث مع شركائها في التحالف مسألة تزويد المعارضة الليبية بالسلاح».
وأضاف لافروف «مباشرة بعد ذلك أعلن الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، أن العملية في ليبيا أُعدّ لها لحماية الشعب لا بهدف التسليح، ونوافق تماماً الأمين العام للأطلسي على هذا الأمر».
أمّا رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، فقد أعلن أمام البرلمان، في لندن، أن بريطانيا «لا تستبعد» تسليح الثوار الليبيين، إلّا أن «القرار بذلك لم يتخذ بعد». كذلك قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، لدى سؤاله من شبكة «إن بي سي» عن تسليح الثوار الليبيين، «لا أستبعد الأمر. لكنني لا أقول أيضاً إنه سيحصل».
وقال مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى إن إدارة أوباما تشهد سجالاً عنيفاً بشأن ما إذا كان يجب تزويد الثوار الليبيين بالأسلحة، حيث يخشى البعض من أن يزيد تزويد الثوار بالأسلحة من تورّط الأميركيين في حرب أهلية، وأن يكون بعض المقاتلين مرتبطين بالقاعدة.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، عن مسؤولين، أن السجال دائر في البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع، وهو ما استدعى دعوة ملحّة إلى جمع معلومات استخبارية عن الثوار الذين يخوضون معارك بين البلدات ضد قوات القذافي، انطلاقاً من قاعدة في شرق ليبيا، طالما اشتبه في أنها تصدّر مجنّدين «إرهابيين».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)