القاهرة ــ الأخبار لم تكن الدعوة إلى مليونية إنقاذ الثورة، اليوم، وليدة ما حدث في مصر خلال الأيام الماضية، من إعلان دستوري وحديث عن بقاء الرئيس حسني مبارك وأسرته رهن الإقامة الجبرية. فقد أطلق طالب في كلية الهندسة، واثنان من زملائه، دعوة على موقع التواصل الاجتماعي، «الفايسبوك»، إلى المشاركة في مليونية مطلع نيسان. وبعد إطلاق الدعوة بساعات قليلة، وصل عدد المشاركين إلى 31 ألفاً. وقال الطلبة الثلاثة أصحاب الدعوة «رأينا أن نستكمل مطالب الثورة بعدما شعرنا بأن الفساد يعود تدريجاً مجدداً». وتأتي محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ورموز الفساد، يتقدمهم صفوت الشريف وزكريا عزمي وفتحي سرور، على رأس مطالب هذه المليونية، مثلما يؤكد أصحاب الدعوة. وكتب أحدهم أنه عندما تقدم للانضمام إلى أحد «ائتلافات» شباب الثورة، «وجدتهم منغلقين على أنفسهم، ومكتفين بالمجموعة التي كوّنوها في البداية

، ففكرت في العودة إلى الروح الفردية التي بدأنا بها يومي 25 و28 يناير، حينما قلنا هيا بنا ننزل لميدان التحرير»، من دون مجلس قيادة ولا اعتماد على ائتلاف أو اتحاد».
وأوضح أن الهتاف الأساسي سيكون «الجيش والشعب يد واحدة»، معرباً عن ثقته بأن الجيش «سيتعاون معنا في تحقيق مطالبنا، وعندما وصلتنا بعض الاقتراحات لتكون مليونية في شتى ميادين الجمهورية، فضّلنا أن تقتصر على ميدان التحرير، لأن أنظار العالم جميعاً تتجه نحوه، وسمّيناها مليونية إنقاذ الثورة». وعلى الفور، التقط «ائتلاف شباب الثورة» الدعوة، وبدأوا في الحشد لها، تحت عنوان: «جمعة إنقاذ الثورة» و«عايزين حقنا... فلوسنا ودمنا». وأوضح بيان لـ«الائتلاف» أن ظهور رئيس مجلس الشعب المنحلّ، فتحي سرور، في تصريحات وحوارات صحافية، وزكريا عزمي، من خلال بعض القنوات الخاصة، أمر مستفِزّ، وفيه استهزاء بمشاعر الثوار، خصوصاً أن الأول تحيط به الاتهامات حول اشتراكه في دفع مجموعة البلطجية التي قتلت الشهداء في أحداث «موقعة الجمل»، والثاني اسمه معروف في إطار الفساد السياسي والاقتصادي للنظام السابق. وتابع البيان «طالبنا بالتهدئة، وأوقفنا التظاهرات في ميدان التحرير حتى نعطي الحكومة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة فرصة لتحقيق مطالب الثورة، وحتى يتحقق الاستقرار الحقيقي الذي لن يحصل من دون تطهير الفساد ورموزه من النظام السابق». وفي السياق، دحض عضو ائتلاف شباب الثورة، شادي الغزالي حرب، الأنباء التي ترددت عن تأجيل «مليونية إنقاذ الثورة».