تمرّد 96 نزيلاً في سجن جب جنين ـــــ البقاع الغربي، عند الساعة الرابعة والنصف من بعد عصر أمس، تضامناً مع «زملائهم» في سجن رومية. لكن الاحتجاج كان له هدف أبعد من «التضامن». فقد رفع السجناء مطالبهم لتحسين أوضاعهم داخل السجن، حيث يتوزعون على أربع غرف. مساحات الغرف ـــــ الزنازين صغيرة جداً، ما يمثّل عبئاً بالنسبة إلى النزلاء. أمس أقدموا على إحراق فرش من الإسفنج وأغطية الصوف والأمتعة في باحة السجن المخصصة للتهوئة. على الأثر حضرت قوة من فصيلة جب جنين والدفاع المدني، وعمل عناصرها على إطفاء الحريق وإخماده. كذلك ضربت قوة من الجيش طوقاً أمنياً مشدداً حول مبنى السرايا. وكانت بعض الأخبار الصادرة من رومية أمس تفيد بأن المحتجين في السجن المركزي أرادوا أن تمتد الاحتجاجات إلى كل السجن، وأن بعضهم أراد التنسيق مع نزلاء السجون الأخرى. هذا الكلام لم يلق صدى إلا في سجن جب جنين الذي شهد احتجاجاً جرت السيطرة عليه.
مسؤول أمني قال لـ«الأخبار» إن عملية التمرد جاءت بعدما شاهد النزلاء على شاشات التلفزيون ما يحصل في سجن رومية. وأضاف «بدأت أصوات الصراخ تعلو في بادئ الأمر»، وسرعان ما تحولت إلى ضجيج عمّ «أرجاء» السجن، وبعدها بفترة، قرابة ساعة، بدأ الدخان يتصاعد، مترافقاً مع أصوات السجناء المتضامنين مع سجناء رومية، والمطالبين «بالعفو العام وتحسين أوضاعهم».
من جهة ثانية، كان السجناء قد رفعوا الصوت مطالبين بمقابلة قائد منطقة البقاع الإقليمية العميد شارل عطا، وقائد سرية جب جنين، لشرح مطالبهم ومعاناتهم داخل السجن، المتمثلة بتحسين الظروف المعيشية للنزلاء، والعمل على توسيع السجن، ليستوعب المساجين الموجودين فيه، وليتوزعوا على الغرف على نحو مريح.
عند الخامسة والنصف من بعد ظهر أمس، حضر العميد عطا واجتمع فوراً مع السجناء، واستمع إلى مطالبهم. وكانوا يشددون على «تسريع بتّ محاكماتهم، حيث إن غالبية السجناء موقوفون منذ أكثر من خمس سنوات ومن دون محاكمة. وقال العميد عطا «إن عدداً من السجناء قد أمضوا مدة محكوميّتهم ولم يُخلَ سبيلهم». هدأ سجن جب جنين بسرعة قياساً بما يشهده السجن المركزي في رومية. فبعد أن قدم العميد عطا وعداً للسجناء المحتجين بنقل مطالبهم إلى الجهات المعنية الرسمية والقضائية في زحلة، توقفت الاحتجاجات وعادت الأمور إلى طبيعتها.
أُثيرت أمس مخاوف من إمكان اندلاع احتجاجات في سجون متعددة، لكن المخاوف هدأت بعدما مرّ نهار أمس على خير في سجون زحلة وطرابلس وغيرهما. وقد جاء في الوكالة الوطنية للإعلام أن «السجناء في سجن جب جنين في السرايا الحكومية يقومون بأعمال شغب داخل زنازينهم، حيث أقدموا على إحراق فرشهم وأمتعتهم الشخصية.
فقد شهد السجن منذ الرابعة والنصف عصراً حال تمرّد، حيث أقدم السجناء على حرق الفرش والأغطية، مطالبين بعفو عام.
على الفور استدعت قوى الأمن الداخلي قوة من الجيش للمؤازرة، وحضرت سيارات إسعاف وسيارات تابعة للدفاع المدني. ولم يسجل اقتحام للسجن من الجيش أو قوى الأمن الداخلي.