لا تزال رنا الخوري طالبة في السنة السادسة طب بشري في جامعة القديس يوسف. ترشحت للانتخابات البلدية بعد اتصال تلقته من رئيس البلدية الحالي طوني اسكندر، واقترح فيه ترشيحها «لأنه يريد مشاركة عناصر شابة ومتعلمة ونسائية في الوقت نفسه، ووجد بي ضالته». لم تتردد وخصوصاً أنها لقيت تشجيعاً من عائلتها «والدي أنطوان وشقيقي جو شجعاني على الترشح، بينما رفضت أمي وسائر العائلة الفكرة من أساسها ونصحوني الاهتمام بالدراسة لأتخرج وأبني مستقبلي، أما شباب البلدة وزملائي في الجامعة فقد وقفوا إلى جانبي».
وما هي خطة الخوري بعد انتخابها؟
الإجابة جاهزة لدى الشابة التي حلّت في المرتبة الأولى في لبنان في امتحانات شهادة البريفيه عام 2003 والمرتبة الثالثة في لبنان في فرع علوم الحياة عام 2006. تقول: «أولاً، سنحاول أن يلعب المجلس البلدي دوراً مميزاً في اتحاد بلديات منطقة جزين، وحتماً سنربط البلدة بشبكة الصرف الصحي المزمع إقامتها في القضاء. وبما أن بلدتي تتوسط القضاء، سأقترح إقامة مركز ثقافي في البلدة يكون بإشراف الاتحاد، بالإضافة إلى بناء سوق خضار بالجملة يستفيد منه المزارعون وأصحاب المحال في أكثر من 40 بلدة في القضاء». أما على صعيد البلدية نفسها، فستحاول الخوري التركيز على الجانب السياحي. تقول «يوجد في خراج البلدية قلعة أبو الحسن، وهي قلعة قديمة جداً، سأقترح ترميمها لتصير معلماً سياحياً، كذلك اكتُشفت أخيراً آثار دير من أيام البيزنطيين يمكن تحويله إلى مزار، وكذلك الاستفادة من موقع بركة أنان لإقامة مصيف حولها يستخدمه المتنزهون». وعن مهماتها كطبيبة مستقبلية، تؤكد الخوري نيتها بناء مستوصف في البلدة، «وخصوصاً أن بلدتنا مسكونة صيفاً وشتاءً، والأهالي بحاجةإلى رعاية صحية».
ولا تفوتها الإشارة إلى نشاطات الشباب «لدينا خطة لتنظيم مهرجانات رياضية وفنية في الصيف، بالإضافة إلى إيجاد مكتبة عامة في البلدة، وسأهتم بتسويق الإنتاج الحرفي الذي تصنعه نساء القرية من تطريز وخياطة وغيرها». إزاء كلّ هذه الحماسة، لا تجد محدّثتنا عائقاً أمامها إلا ضعف الإمكانات المالية. أما في كفرجرة، فقد فازت منى حنا الشباب بعضوية المجلس البلدي. منى أمّ لشاب وشابة، متزوجة بيوسف شلهوب «وأساعده في فرن المناقيش وفي بعض الأعمال الزراعية». وعن أسباب ترشحها تقول: «ترشحت عن عائلة زوجي، لأن فريق العمل في المجلس البلدي كان يرغب بمشاركة نسائية، وقد أيّد أهل القرية الفكرة. بداية، لم أتحمّس لكن زوجي أقنعني ووقف إلى جانبي حتى أبنائي فرحوا جداً وأثنوا على الخطوة». وعن هدفها الأساسي، تقول إنه «الاهتمام بمسنّي القرية، إذ أعتقد أن لا أحد يهتم بهم، وسأحاول الاتصال بجمعيات تهتم للتنسيق معها، كما سأهتم بتطوير التواصل بين أهل القرية المقيمين والآخرين المقيمين خارجها».
بيئياً، تبدي الشباب الرغبة في تجميل القرية وتنظيفها دورياً، مشيرة إلى وجود مقيمين في البلدة لا ينتمون إليها «ويبلغ عددهم أضعاف عدد أهالي القرية، لكننا سنكون مجلساً بلدياً للجميع».