وأكّدت المصادر أن المسلحين الذين يشنّون هجوماً عنيفاً منذ 72 ساعة على مواقع وحواجز للجيش شمال شرق العاصمة، لم يتمكنوا من تحقيق تقدّم يذكر، وأن «الجيش استقدم تعزيزات كبيرة كافية لردّ المهاجمين وتكبيدهم خسائر فادحة»، ولفت المصدر إلى أن «ضاحية الأسد وسجن عدرا جزء من مدينة دمشق»، إذ تسمح السيطرة على الضاحية السكنية للمسلحين بتهديد العاصمة على نحو مباشر، باعتبار المنطقة تقع ضمن امتداد جغرافي مشتعل يتحكم مسلحو «جيش الإسلام» في معظم مناطقه، كدوما وحرستا والقابون.
ضاحية الأسد وسجن عدرا امتداد لدمشق، والسيطرة عليهما تهدّد العاصمة
مصادر أهلية من داخل ضاحية الأسد أكدت لـ«الأخبار» أن «المسلحين يقصفون الأحياء السكنية للضاحية من الشمال على نحو عنيف». وقطع الجيش أوتوستراد حرستا «الخطر» إجمالاً، بسبب اشتداد المعارك واستهداف المسلحين للسيارات التي تسلكه. قصف المناطق الآهلة بالسكان وحملات الترهيب الإعلامية دفعا بالعديد من العائلات إلى ترك بيوتها والانتقال إلى أماكن أقل خطراً لحين انتهاء المعارك، بينما «أخرج كل شاب سلاحه واستعدّ في حال حصول مفاجآت»، كما يشير المصدر من داخل الضاحية.
في الواقع، فقد المسلحون عنصر المفاجأة بهجومهم الفاشل على الضاحية، إذ استعد شبابها للسيناريو القتالي المحتمل، فيما حاول المسلحون اقتحام حاجز مدخل الضاحية، فردّت عليهم دبابات الجيش، واضطرتهم إلى الانسحاب.
السيارات الخارجة من الضاحية تقل، بمعظمها، مدنيين يرفضون الاستماع إلى كل التطمينات، إذ لا تزال ذكريات المجازر والإبادات التي نفذها إرهابيو «جيش الإسلام» و«تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة» في منطقة «عدرا العمالية» قبل أكثر من عام، ماثلة في الأذهان.