من يقوم بجولة سريعة بالقرب من «واجهة بيروت البحرية»، يلاحظ حركة لافتة لعمّال ومهندسين بدؤوا التخطيط لبناء استديوات في تلك المنطقة. فقد انطلقت التحضيرات هناك لبناء المسارح التي ستشهد عدداً من الحفلات الصيفية، آخرها انضمام مهرجان «أعياد بيروت» إلى تلك السهرات. مشى القائمون على الحدث المحلي الذي يُقام منذ عام 2012، عكس المتوقع. فقد كان يُفترض أن يعود المهرجان العام الماضي بعد غياب أربعة أعوام بسبب الأوضاع السياسية التي مرّت بها البلاد، لكن المهرجان لم يعد لأسباب لم تُعرف، قبل أن يفجّر منظموه مفاجأتهم أخيراً، معلنين عن عودة النبض إلى «أعياد بيروت» في حفلات ستُقام بدءاً من منتصف شهر تموز (يوليو) المقبل وتستمر أسابيع عدة.
تفتتح اليسا أولى السهرات في 18 تموز المقبل

هكذا، غضّت شركات 2U2C و Star System و GAT منظمة الحدث، النظر عن التدهور الأمني الحاصل في ظلّ المعارك الدائرة بين المقاومين والعدو الإسرائيلي في جنوب لبنان، معلنةً عن برنامج «أعياد بيروت»، لتظهّر الخطوة الحالة الغريبة التي يعيشها البلد. مع العلم أن نجاح السهرات يتوقف على حضور المغتربين اللبنانيين، وإلا ستكون مهدّدة بالفشل بسبب الأزمة الاقتصادية والمعيشية. أوّل من أمس، كشف مهرجان «أعياد بيروت» عن عودته إلى المنافسة بسهرة تحمل عنوان «رجّعنا الأعياد لبيروت مع ملكة الإحساس إليسا»، في حفلة ستحييها المؤدية اللبنانية في 18 تموز (يونيو) المقبل، وستُباع البطاقات بدءاً من السبت المقبل. في هذا السياق، يقول أمين أبي ياغي مدير شركة Star System لنا «كان يُفترض أن يعود «أعياد بيروت» العام الماضي، لكن بسبب بعض الانشغالات، لم يبصر النور، فقررنا إعادته هذا الصيف».
وعن توقيت عودة المهرجان تزامناً مع الوضع الأمني المتدهور، يجيب أبي ياغي: «انطلقت النسخة الأولى من مهرجان «أعياد بيروت» عام 2012، وحققت نجاحاً بحفلات متنوعة لفنانين عرب وأجانب ولبنانيين. في عام 2019 كانت النسخة الأخيرة، ثم توقف بسبب التظاهرات الشعبية التي عمّت البلاد في خريف 2019، ولاحقاً انتشار فيروس كورونا. هذا العام، لقد تفاجأنا بالفورة الفنية التي تشهدها البلاد هذا الصيف لنجوم أجانب وعرب. لذلك، قررنا أن نعود إلى السهرات لأننا أبناء هذا البلد ونستحق أن نحتفل على أرضنا».
وحول افتتاح إليسا للدورة الجديدة من «أعياد بيروت»، يجيب: «اليسا صديقة المهرجان منذ انطلاقته. تعيش نشاطاً لافتاً، فقد طرحت أخيراً ألبوم «أنا سكّتين»، وكذلك عرض لها وثائقي It›s ok على «نتفليكس»». وحول جدول السهرات، يقول أبي ياغي: «يضم مهرجان «أعياد بيروت» خمس سهرات متتالية. أعلنّا عن سهرة إليسا أخيراً، وتباعاً، سنكشف كل يومين عن الحفلات التي تضم فرقاً أجنبية وعربية». وعمّا إذا كان زياد الرحباني قد حجز مكاناً له في الحدث المحلي، وخصوصاً أنه شارك مرات عدة في «أعياد بيروت»، يجيب المتعهّد: «يا ريت. لقد تواصلت بالفعل مع زياد لإقامة حفلة، لكنه اعتذر بسبب بعض المشكلات الصحية التي يعانيها. لقد رافقنا زياد في حفلات رائعة في «أعياد بيروت» لكنه يغيب عنا هذا العام».