![](/sites/default/files/old/images/p13_20070907_pic1.jpg)
على وقع زخّات المطر، ووسط ظروف مناخية قاسية، قدّم المصمم العالمي كارل لاغرفيلد المجموعة الخمسين لدار «شانيل» الخاصة بأزياء خريف ـــــ شتاء 2008، خلال أسبوع الموضة الباريسي. عرض الأزياء الذي احتضنته حديقة القصر الكبير «غران باليه»، في ضاحية سان كلو، أثبت مرّة جديدة وفاء لاغرافيلد اللامحدود لأرشيف الآنسة كوكو، مع قدرته على التجدّد ومواكبة متطلبات العصر. هكذا عاد لاغرفيلد الى شارع غامبون الباريسي، مقرّ الآنسة كوكو الأساسي، ومنبع ابتكارات الدار الشهيرة... فعادت معه الأثواب الرصينة. إضافة إلى التايور المصنوع من «التويد»، وقد تربّع على قائمة المجموعة، تماماً كما تصوّرته شانيل في أوج منافستها لدور عريقة مثل «ديور» و«بالنسياجا». وإن كان اللون الأسود هو الغالب على المجموعة، فقد برزت ألوان زاهية وأخرى متأجّجة من الأحمر والفيروزي والأصفر، والخوخي والتوتي، المتناقضة مع لوني الأسود والبيج، المحبّبين لدى الدار العريقة.
![](/sites/default/files/old/images/p13_20070907_pic1.jpg)
ضمت المجموعة أشكالاً عدّة من الأثواب: برزت الفساتين الطويلة عالية الخصر بقماش «الكريب جورجيب»، و«التويد» المقصّب، و«الشيفون». وسجّل ظهوراً لافتاً للأقمشة القطنية على شكل «درابيه» مع التطاريز والتخريم. فيما اتخذت الفساتين القصيرة مكانتها الرفيعة والمعززّة بالقصات على شكل H، وأخرى مقوّرة عند الصدر بأسلوب هندسي متقن.
لاغرفيلد، الأمين على إرث «شانيل»، استحضر «التايور» الرصين في
![](/sites/default/files/old/images/p13_20070907_pic1.jpg)
ولا شكّ في أن هذه الحقيقة لا تغيب عن بال لاغرفيلد الذي تسلّم مقاليد الدار عام 1983، بعد غاستون برثلو ورامون اسبارزا، فعمل جاهداً، مستنداً إلى مواهبه المتعدّدة من الهندسة المعمارية إلى التصوير الفوتوغرافي، على ترسيخ دار «شانيل» كأسطورة في عالم الأزياء. وتكريس «مادموزيل كوكو» أيقونة للموضة بامتياز، وذلك مع توسيع دائرة الإمبراطورية التي تضمّ إكسسوارات وعطوراً وحقائب يدوية ومستحضرات تجميل، تجوب العالم...
إلّا أن هذه الأيقونة لن تبقى أسيرة الأرشيف والذكريات، بل ستنفض عنها السينما الفرنسية الغبار قريباً. وذلك من خلال إنتاج فيلم سينمائي فرنسي طويل، اختيرت لبطولته الممثلة الفرنسية أودري توتو. على أن تبدأ المخرجة آن فونتين بتصويره بداية عام 2008، بميزانية تبلغ 15 مليون دولار أميركي، ويرصد على وجه الخصوص، مرحلتي الطفولة والصبا من حياة الآنسة كوكو.