على غرار «مرّة واحدة»، يلتقي دان (مارك روفالو) بغريتا (كييرا نايتلي). هذه المرّة يقف خلف الفيلم استوديو إنتاج وأسماء لامعة. هي تغنّي في حانة تحت إلحاح صديقها، فيما هو يسكر في آخر أسوأ أيام حياته. كاتبة أغنيات تكابر على آلام خيانة حبيبها (الموسيقي الشهير آدام ليفين)، تتعرّف إلى منتج موسيقي مطرود من الشركة التي أسّسها. زواج فاشل وعلاقة متوترة بابنة مراهقة، أثقال تزيد الطين بلّة.
الموسيقى هي الحل. هذا الرجل صاحب سوابق في الإنجازات المهنيّة، يراهن على الفتاة، بل يعلّق كل حياته على نجاح الألبوم الذي تسجّله في ساحات نيويورك وأزقتها، رسالة بسيطة هنا: تحيّة للمدينة العريقة، وهجوم هادئ على النمط الهابط من البوب، وأنواع الموسيقى عموماً.
أحد المشاهد اللافتة، عندما يتشارك دان وغريتا في استماع الموسيقى وسط حفلة صاخبة، وفي الشوارع أثناء المشي. عندما يخيّل لنا أنّ الحب أكيد بينهما، يتفنّن كارني في السيناريو ليخرج عن الكليشيه المعتاد في نمط الرومانس – كوميدي.
يوجه جون كارني تحيّة إلى نيويورك مع هجوم على الموسيقى الهابطة
هذا فيلم لطيف بمعنى الكلمة. تصوير محبّب يبثّ شعوراً دافئاً بالحميمية. أداء عفوي لمارك روفالو الذي لم يعد يخجل من ترهّلات جسده. الممثل الأميركي صار من بين الأفضل في هوليوود خلال السنوات الأخيرة. كييرا نايتلي في أفضل حالاتها كذلك. الفيلم لا يخلو من تيمات شعبية معتادة. الأميركيون يحبّون أفلام الفرصة الثانية، بل السادسة إذا لزم الأمر. اليائس عاد «رجل العائلة»، والمثاليّة وجدت طريقها الصحيح على دراجة هوائيّة. في المحصّلة، لا يختلف دان وغريتا عن غلين وماركيتا!
Begin Again: صالات «أمبير» (1269)