في وقت لا يزال السوريون يستجمعون أنفسهم في أعقاب الزلزال الكارثة الذي ضرب بلادهم، وخلّف فيها أضراراً بشرية ومادّية كبيرة، قرّرت إسرائيل استئناف «معركتها بين الحروب» بعد «استراحة» قصيرة لم تَدم أكثر من أسبوعَين. استئنافٌ يبدو أن ما حرّكه، بشكل رئيس، إنّما هو مشاهد قوافل الإغاثة العابرة إلى سوريا من العراق ولبنان وإيران، والتي لا تتلاءم البتّة مع الاستراتيجية الإسرائيلية الهادفة إلى منْع أيّ تواصُل، ولو غير عسكري، في ما بين أطراف «محور المقاومة». وإذ تبدو هذه الاستراتيجية شديدة التساوق مع نهج الضغوط القصوى الغربية على دمشق، فإن لتل أبيب هدفاً تكتيكياً أيضاً، متمثّلاً في منْع أعدائها من استغلال لحظة هشاشتها الداخلية من أجل المبادرة إلى خطوات ترى فيها تهديداً جسيماً لوجودها و«أمنها».