السفير البريطاني استغلّ التطوّرات للحديث عن الحاجة إلى بقاء «التحالف» ما استدعى هجوماً عراقياً ضده
وفي هذا الإطار، يؤكد الناطق باسم «قيادة العمليات المشتركة» ورئيس «خلية الإعلام الأمني»، اللواء تحسين الخفاجي، أن «جميع القوات الأمنية تقوم بعمليات نوعية استباقية في مختلف محافظات العراق، ولا سيما التي تتعرّض لهجمات من بقايا داعش الإرهابي»، مبيّناً، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «العمليات الحالية تهدف إلى ملاحقة خلايا داعش الذي عاد ينشط في مناطق معقّدة جغرافياً، فيها جبال وأودية وصحراء ومناطق قصيّة. لذا، جاءت العمليات لتطهير تلك المناطق». ويلفت إلى أنّه «ما زالت هناك خلايا لداعش الإرهابي، لكن يقابلها عمل كبير من قواتنا الأمنية لملاحقة ما تبقى من هذه الخلايا»، مضيفاً أن «الأجهزة الأمنية تنفّذ عملية كبيرة في مطاردة داعش، على مستوى الجهد الاستخباري والفني في متابعة الخلايا».
من جانبه، يرى عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي، مهدي آمرلي، أن «داعش لا يزال يمثل خطراً وتهديداً للعراق، لكنّ القوات الأمنية والحشد الشعبي لديهما القدرة على مواجهته ومطاردته، وخاصة أن الفترة السابقة شهدت تطوّراً ملحوظاً في الجانب الأمني»، معتبراً أنّ «هجمات داعش الأخيرة هي محاولات بائسة من بقاياه في الصحراء أو الجبال». ويشير، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أنّ «لجنة الأمن والدفاع تتابع عن كثب تلك العمليات الإرهابية، وأيضاً أوصت القيادات الأمنية العليا بالحيطة والحذر منها، في وقت ينعم فيه العراق بالاستقرار»، مستبعداً «وجود أبعاد سياسية خلف الهجمات الإرهابية ضد الجيش العراقي». ويؤكد أنّ «المفاوضات الحكومية مع الجانب الأميركي لسحب قوات التحالف، وفق جداول زمنية محدّدة، سارية ولا عوائق أمامها، حسب التقارير التي تصلنا بشكل دوري»، مضيفاً أنّ «داعش انتهى وأعلن العراق النصر عليه. ولذا، لا نحتاج إلى قوات قتالية أجنبية، وهذا ما أكده رئيس الحكومة خلال زيارته الأخيرة لواشنطن».
أما الخبير الأمني، هيثم الخزاعي، فيرى أنّ «عودة نشاط خلايا التنظيم الإرهابي هي مجرد محاولة لإعادة تداول اسمه في الإعلام، وأن تحركاته تحصل في مناطق محدودة ومعروفة. فضلاً عن ذلك، هناك حواضن ترعى هذا الفكر المتطرّف». ويعتقد أنّ «الدول الأعضاء في التحالف الدولي لا ترغب في ترك العراق، بما فيها بريطانيا؛ ولهذا، فهي تهوّل بداعش وخطورته على المجتمع. ولكن في الواقع، داعش مجرد عصابات تتسلّل ليلاً لتنفيذ هجمة مباغتة لا أكثر، ما يعني أنه لا يستطيع المواجهة أو الدخول في حرب مع القوات الأمنية». ويؤكد أنّ «العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش العراقي والعمليات المشتركة كفيلة بتطهير المناطق من داعش، غير أنه ليس هناك إمساك تامّ للمناطق الرخوة أمنياً، وخاصة في شمال البلاد، ولهذا فهي دائماً عرضة للهجوم».