باسل الخواجا

يحاول باسل الخواجا في مجموعته القصصية «الأعباء» (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) تسليط الضوء على معاناة الكثير من البشر من الاضطرابات النفسية والصراعات التي يخوضونها في مواجهة المرض والمجتمع معاً. يعتقد الخواجا أنّه للتغلب على العدو، يتعيّن علينا فهمه، ودائماً ما بقيت قضية المرض النفسي في الظلام، فإنها ستظل عبئاً لا يمكن تجاوزه بسهولة. تتمحور كل قصة حول مرض نفسي معين، ويترك الكاتب المجال للقارئ لاكتشاف ماهية هذا المرض عن طريق ما تعيشه شخصيات القصة من أحداث ونزاعات مختلفة. يهدف الكتاب إلى استعراض الأعباء النفسية التي يواجهها الإنسان في حياته، وكيفية تفاعل المجتمع مع المريض النفسي. يلعب القارئ دوراً مهماً في فهم الاضطرابات النفسية، واستيعاب التحديّات التي يُواجهها الأشخاص الذين يعانون من تداعيات المرض ومن النظرات السلبية أو المشبوهة التي يتعرضون لها من قبل أفراد المجتمع.

ريم نجمي

()

تتميز رواية «العشيق السري لفراو ميركل» (الدار المصرية اللبنانية) للكاتبة المغربية ريم نجمي بإحالتها على شخصية سياسية مهمة، هي المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل. تطرح الكاتبة في روايتها سؤال الهوية عند اللاجئين السوريين ومدى الشعور بقيمة وجودهم داخل المجتمع الألماني في أعلى هرمه السلطوي. وقد اختارت الكاتبة هنا بطلاً لروايتها من أصل سوري يتخيل ويدّعي حبّه للمستشارة الألمانية، وقد ترسخت هذه العلاقة في قلبه وذهنه منذ طفولته، عندما زارت ميركل مدرسته وعاملته معاملة خاصة. تُسيطر ثيمة العشق على أحداث الرواية، خصوصاً الجانب السرّي الذي يرتبط بالمغامرة والدسائس والخيانة، ما يُعزّز التشويق القصصي الذي يدفع القارئ إلى متابعة العمل الإبداعي. تمتاز الرواية بالأسلوب الشيق، والسرد الفني المسترسل، والاستخدام المحترف لتقنيات الكتابة الروائية.

عاطف معتمد


يُحلّل الباحث المصري عاطف معتمد في كتابه «روسيا وأوكرانيا - حرب عالمية غير معلنة» (دار الشروق) الأسس التاريخية والجغرافية التي أفضت إلى اشتعال حرب جديدة في أوروبا الشرقية بين روسيا وأوكرانيا. هذه الحرب التي اصطف فيها عدد كبير من الحلفاء والأعداء، حتى لتبدو حرباً عالمية ثالثة غير مُعلنة، تجاوزت رقعتها المُسماة «قلب الأرض» في شرق أوروبا، فبلغ أثرها بقية أرجاء العالم. لقد اندلعت هذه الحرب جراء تصدّعات بُنيوية ورثها الإقليم منذ تفكك الاتحاد السوفييتي قبل ثلاثة عقود، ولا سيما النزاع على الأهمية الاستثنائية لشبه جزيرة القرم، ووجود الأسطول الروسي في البحر الأسود، والزحف المنتظم لحلف الناتو على وسط أوروبا وشرقها، والصِدام بين ميراث الثقافة الشرقية الشمولية ووعود الليبرالية في الثقافة الغربية. يتتبّع هذا الكتاب قصة هذه الحرب وجذورها منذ بدايتها قبل ألف سنة، ويُحلِّل التراكم التاريخي والجغرافي الذي أوصلَنا إلى مشاهد العنف الحالية التي انطلقت شرارتها في شباط (فبراير) 2022.

مجلة الدراسات الفلسطينية


صدر العدد الأخير (العدد 138) من «مجلة الدراسات الفلسطينية» (ربيع 2024) تحت عنوان «غزة تردُّ بالكتابة». يُضيء العدد على الظروف الصعبة التي يواجهها الشعب الفلسطيني جراء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، ويؤكد أهمية الرد بالكتابة كأداة للتعبير والمقاومة. يتضمن العدد افتتاحية لالياس خوري بعنوان «كل فلسطين هي غزة» وافتتاحية أُخرى لعبد الرحيم الشيخ بعنوان «حفظنا الوصية» وترجمة عربية لمقالة للشهيد رفعت العرعير بعنوان «غزة تردّ بالكتابة: رواية فلسطين»، يتحدث فيها عن تجربته في تحرير مجموعة قصصية أنجزتها شابات وشبان من غزة باللغة الإنكليزية. في المداخل، نجد أربع مقالات عن غزة لسنان أنطون، وواسيني الأعرج، وجلبير الأشقر ومحمد برّادة. في باب مقالات، كتب فيصل درّاج «ساطع الحصري: العربي المنتصر والهزيمة المبكرة»؛ وفارس اشتَي عن «انتفاضة المطلة وتداعياتها الاستيطانية». كما أعدّ عبد الباسط خلف تقريراً بعنوان «فلسطين في 3 أشهر» وغيرها من النصوص.

رولان بارت


يُعتبر كتاب «إمبراطورية العلامات» ( 1970 ) الصادر بنسخته العربية عن «منشورات الجمل» (ترجمة توفيق قريرة) من روائع رولان بارت، ونقطة تحوّل حاسمة في حياته المهنية. يحكي الكتاب قصة سفر المُفكر الفرنسي الشهير إلى اليابان بأسلوب يمزج فيه بين أدب الرحلات والخطاب العلمي والنصوص النظرية وبين صور اليابان ومدينة طوكيو وبورتريه النساء اليابانيات. يدوّن بارت ملاحظاته عن اليابان، ويُبرز الوجود الكبير للعلامات في الحياة اليومية. كما يعيد وضع العلاقات بين اليابان وفرنسا في سياقها الطبيعي، بعد الاستعمار الفرنسي لشرق آسيا والتوتر الذي نتج عن ذلك. اليابان وفقاً لبارت هي «أرض العلامات»، حيث يجد الأجانب أنفسهم في حالة من الارتباك المستمر. يصل هذا البلد إلى مستوى عالٍ من الكمال والرقيّ في عدد من المجالات التي يستكشفها بارت ببراعة. يعرض عدداً من الأمثلة ويحلّلها بدءاً من المواقف، والطعام، والتصوير الفوتوغرافي، وشعر الهايكو، والكتابة اليابانية وانتهاء بالمسرح الياباني.

وضاح أبو جامع


في مجموعته الشعرية الأولى «عالم محقون بالبوتوكس» (منشورات «راية» ـــ الشارقة)، يلجأ الشاعر الفلسطيني المقيم في بلجيكا وضاح أبو جامع، إلى تقنية الكولاج الشعري كي يحكي عن سخطه على الواقع وتمرده على مفاهيم الحاضر والوجود والقيم السامية. تتنوع المجموعة بين قصائد قصيرة بحجم الهايكو، وقصائد متوسطة وطويلة، وتعرض لنا مواجهة حقيقية وصادمة يخوضها الشاعر مع مفهوم اللغة ووظيفتها، خصوصاً بالنسبة إلى الوجود الفلسطينيّ الغزيّ. تتميّز القصائد بقدرتها على البوح والفكاك من نظام سلطويّ لغويّ وأخلاقي، وتميل إلى النجاة من المحرقة الجماعية والمحرقة الفردية التي يعيشها الفلسطينيون كلّ يوم. يستخدم الشاعر الغريزة والفطرة ليُعبِّر عن صوت فرديّ-جمعيّ يعاني من عدم الأمان. يتخلّى أبو جامع في بعض قصائده عن السرد الشعري المرتبط بالذات ويتخذ من صورة المرأة رمزاً للرفض والفقدان والتجدُّد.