شاهدتُ مقابلة مع أحمد قعبور على «الميادين». 1) مَن ينكرُ أنّ «أناديكم» هي نشيد الثورة الفلسطينيّة الأكثرَ حماسة. «موطني» أشبه ببكائيّة. النشيد كان يسبق احتفال كل فصيل للمقاومة الفلسطينية، وحتى كل فصيل لتنظيمات ثوريّة لبنانيّة. هناك مَن يرى أنّ لحن عابد عازريّة أقرب إلى القصيدة الخالية من الحماسيّة لكنّ النشيد رائعٌ كما هو.
2) تقول المذيعة في «الميادين» لقعبور إنّه ظلّ ثابتاً في المواقف السياسيّة ولم يتغيّر. هذا صحيح فقط إذا كانت الحريريّة نسق من الشيوعيّة، لأن قعبور بدأ كشيوعي في منظمة العمل الشيوعي. وعندما عرضت «الميادين» أناشيد وأغنيات لقعبور، نسيت أن تعرض أغنيات عن شهيد محطة «المستقبل». طبعاً، الناس أحرار في تغيير مواقفهم (وتغيير المواقف نحو اليمين سمة من سمات مثقّفي وكتّاب وفناني المشرق العربي. ولو أنّ تغيير المواقف يكون في الاتجاهَين، لقلنا إنّ التغيير هو نتيجة عصف فكري محض.
3) تحدّث عن ضرورة الضرورات في توحيد الصف الفلسطيني. يريد قعبور من السنوار (الذي هزَّ إسرائيل كما لم تهتزّ على يد فصيل مقاومة منذ عام 1948) أن يتّحد مع عملاء سلطة رام الله الذين يزوّدون إسرائيل بأماكن تواجد المقاتلين كي تقتلهم. حركة «حتف» لم تعد إلا نسقاً عن تجربة سعد حدّاد. هل كنا نقول إنه على الحركة الوطنيّة أن تتّحد مع جيش لبنان الجنوبي؟
4) يصنّف الأنظمة: بين متفرّج ومُطبِّع ومُستثمِر. المستثمر يعني إيران في عُرف فريق الخليج في لبنان. كيف هو الاستثمار؟ أن إيران وحدها بين كل الأنظمة التي تمدّ المقاومة بالسلاح والعتاد والمال وتساعد في التدريب والتخطيط؟ هل كان يمكن حدوث «طوفان الأقصى» من دون إيران؟ ماذا يعني بالاستثمار؟ كانت سوريا وليبيا والعراق والجزائر تمدّ المقاومة الفلسطينيّة بسلاح (أقل إستراتيجيّةً وفتكاً من السلاح الإيراني) ولم نكن نسمع ذمّ «استثمار القضيّة». ثم، لماذا لا تجني إيران، معنوياً، ثمن استثمارها في المقاومات مقابل أنظمة متحالفة مع إسرائيل وتُسهم في قتل الشعب الفلسطيني؟ لا، تصنيف قعبور يساوي بين إيران والإمارات بالنسبة إلى المقاومة، وهذا تصنيف خبيث ومؤذٍ.