إنهم أدباء لبنانيون «منسيون»: نفدت كتبهم من المكتبات، ولم تحجز أسماؤهم لها محلاً على قوائم الجوائز القصيرة ولا الطويلة، ولم تُطلق أسماؤهم على شارع أو حتى زقاق صغير في بيروت أو برج البراجنة أو رشميا أو حاروف الجنوبية، لا بل إنّ شبكة الإنترنت تضنّ على المتصفح حتى بتاريخ ميلادهم أو وفاتهم، رغم أنهم كتبوا أدباً تأسيسياً يلامس القضايا الشائكة، مثل جدلية الريف والمدينة، والذكورة والأنوثة، وبعضهم لو قدّر له أن يعيش حياة أطول أو لم تعانده الظروف والمصاعب لكنّا أمام أدب يشبه في قماشته ما كتبته سيمون دوبوفوار أو فرانتز كافكا، كما وقفوا في مواجهة الرأسمال والإسمنت الهاجم على المدينة وصيّاديها وأفقها المفتوح على البحر والحرية، وتمرّدوا على الأب والمؤسسة بنوع من القتل الفرويدي والجرأة العابثة. بعضهم عاش حياة شعرية بالكامل نُسجت حولها حكايات وأساطير. نستذكرهم في «كلمات»، ونلقي الضوء على سيرتهم الأدبية ونستعرض نتاجهم في صفحة «إبداعات»، لننفض الغبار عن «شمسهم المصلوبة»، عسى أن تقوم مبادرة قريبة بإعادة إحياء أعمالهم من القيمين على الثقافة ودور النشر اللبنانية والعربية، لأنها كما قال أحدهم: «أشياء لا تموت»