يصف أحد المتابعين للوضع في الساحة الفنية اللبنانية بأنّه يشبه العيش في بلدين. ففي الوقت الذي تشهد فيه غالبية مناطق جنوب لبنان معارك بين المقاومين والعدو الإسرائيلي مستمرّة منذ أكثر من سبعة أشهر، تستعدّ بيروت لاستقبال باقة من المغنّين العرب. اللافت أن غالبية الفنانين يحيون أولى سهراتهم في العاصمة، وهذا الأمر بمنزلة مغامرة لا تُعرف نتائجها. هذا التناقض في الوضع الداخلي، يطرح عدداً من علامات الاستفهام، حول الجهة التي تغامر في التعاقد مع الفنانين لقاء مبالغ باهظة. إذ يُحكى أن كل حفلة ستقام في بيروت يتخطى أجر الفنان الذي يحييها الـ 300 ألف دولار أميركي. تلك السهرات لا تقام في ظروف عادية، بل استثنائية تصل إلى حدّ الخطورة، في ظلّ تطورات أمنية صعبة يمرّ بها البلد من السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي وراح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى اللبنانيين. مع العلم أن نجاح الحفلات الفنية يتوقّف بشكل كبير على عدد المغتربين الذين يحرّكون السوق الفني. وحتى اليوم، لم تتضح بعد صورة حركة المغتربين في الصيف، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على مناطق الجنوب والبقاع.هكذا، في انتظار بيروت صيف حافل بالسهرات، وعلى قائمة حفلات المغنين كل من: أصالة نصري، وعمرو دياب، وكاظم الساهر، ومحمد رمضان، وتامر حسني وغيرهم.
في هذا السياق، فاجأ متعهد الحفلات ربيع مقبل المتابعين بإعلانه أخيراً عن تعاقده مع المغني عمرو دياب ضمن سهرة ستقام في 16 حزيران (يونيو) المقبل عند واجهة بيروت البحرية. تأتي حفلة صاحب أغنية «قمرين» بعد نجاح سهرته التي أحياها الصيف الماضي وحضرها قرابة الـ15 ألف شخص من مختلف المناطق، وكانت بمنزلة عودته إلى الجمهور اللبناني بعد غياب 12 عاماً. وكانت تلك السهرة قد أثارت بلبلة بسبب الشروط التي فرضها المنظمون على الصحافة التي تتعلق بعدم التصوير ومنع انتقاد السهرة.
لم يكتفِ المتعهّد ربيع مقبل بالإعلان عن حفلة دياب فقط، بل كشف أيضاً عن سهرة أخرى هي للفنان العراقي كاظم الساهر ستقام في الخامس من تموز (يوليو) المقبل في واجهة بيروت البحرية أيضاً. وتأتي إطلالة الفنان العراقي بعد غيابه عاماً عن بيروت على إثر الظروف الأمنية التي جمّدت الأنشطة لمدة طويلة.
على الضفة نفسها، تعاقد المنتج حسين كسيرة صاحب شركة GMH للإنتاج مع المغنية أصالة نصري لإحياء حفلة هذا الصيف في بيروت، ولكنه لم يحدد تاريخها إقامتها أو مكانها بعد. كذلك تعاقد كسيرة مع المغني المصري تامر حسني في سهرة ستُقام في الـ «فوروم دو بيروت» (شمال بيروت) في الثالث من آب (أغسطس) المقبل.
تكرّ سبحة حفلات الفنانين العرب في بيروت. هذه المرة مع المغني محمد رمضان الذي أعلن عن أول حفلاته في بيروت سيحتضنها الـ «فوروم دو بيروت» في 17 آب (أغسطس) المقبل. فور الإعلان عن السهرة المنتظرة، بدأ الكلام عن دعوات لمقاطعة المغني المصري المتّهم بالتطبيع مع العدو الإسرائيلي بعد انتشار صورة له قبل أربعة أعوام برفقة مغنٍّ إسرائيلي يدعى عومير آدام خلال حضورهما حفلة في دبي.