في حدث طال انتظاره، كشفت شركة غوغل، أمس الثلاثاء عن مجموعة من ابتكارات الذكاء الاصطناعي (AI) المتطورة خلال مؤتمرها السنوي للمطورين «I/O».ورغم وصولها متأخرة، ودخولها المنافسة على أدوات الذكاء الاصطناعي بشق الأنفس بسبب مزيج من الحظ السيء وسوء الإدارة، إلا أنّ الشركة بدت واثقة من نفسها خلال الإعلان.
واعتبر رئيس غوغل التنفيذي، سندار بيتشاي، أنّ «التحوّل الأكثر إثارة (ضمن ابتكارات الشركة) هو البحث التوليدي عبر الإنترنت بواسطة غوغل». وأكد بيتشاي أن التغييرات تتيح للمستخدمين إجراء «المزيد من عمليات البحث»، وتجعلهم «أكثر رضى» عن النتائج.
ومن المقرّر أن تصبح الصيغة الجديدة، وهي التحوّل الأكثر أهمية لمحرّك غوغل منذ إنشائه، متوافرة في الولايات المتحدة هذا الأسبوع، ثم في بلدان أخرى، إذ تتاح لأكثر من مليار مستخدم بحلول نهاية سنة 2024.
وتهيمن غوغل على عمليات البحث على الإنترنت إذ أصبح اسمها مرادفاً لها. لكنّ ظهور «تشات جي بي تي» وغيره من برامج المحادثة الآلية القادرة على الإجابة عن أسئلة المستخدمين صار يهدد إمبراطوريتها. في الواقع، كان يُنظر إلى غوغل على أنّها لا تقهر في مجال محرّكات البحث عبر الإنترنت، لكن مع تنامي قدرات أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية منذ أواخر عام 2022، صار هذا المفهوم قابلاً للنقاش.
بات النموذج الأساسي لشركة غوغل «جيميناي 1.5 برو» قادراً على استيعاب حجم أكبر من المعلومات التي يوفرها المستخدم (تقارير من مئات الصفحات، ومقاطع فيديو أطول، وغير ذلك) واستيعاب مختلف التنسيقات، إذ يستطيع البرنامج «فهم» النصوص والمواد الصوتية والصور، ويمكنه الإجابة عبر النصوص والصوت والصور.
وابتكر مختبر «غوغل ديب مايند» للأبحاث، نماذج جديدة أخرى على غرار «جيميناي 1,5 فلاش» (أسرع وأقل تكلفة)، و«إيماجن 3» (توليد الصور)، و«فيو» (توليد مواد الفيديو، وهو قطاع مزدهر).
وفي تطبيق «جيميناي» للهواتف المحمولة، يمكن للمستخدمين إجراء محادثة مع البرنامج «كصديق»، وسيتاح لهم قريباً إنشاء أدوات مساعدة شخصية مكيّفة خصيصاً لاحتياجاتهم، مثل طاهٍ شخصي أو مدرب يوغا. ودُمج «جيميناي» مباشرةً في نظام تشغيل غوغل للهواتف المحمولة «أندرويد». وبالتالي، قد يتدخّل الـ AI في أي وقت لتوقع احتياجات المستخدم، خلال مكالمة مثلاً، أو للإبلاغ عن احتيال محتمل، أو في الرسائل لإنشاء إجابات.
وفي هذا السياق، توقّع بيتشاي أن تصبح أدوات الذكاء الاصطناعي على المدى البعيد «أنظمة ذكية قادرة على التفكير والتخطيط وحفظ المعلومات واستباق الخطوات واستخدام البرامج لإنجاز الأشياء نيابة عن المستخدم وتحت إشرافه».
وكانت شركة «أوبن إيه آي»، مالكة «تشات جي بي تي»، قد أعلنت أوّل من أمس الإثنين عن نسخة جديدة من «تشات جي بي تي» الذي كان باكورة ثورة الذكاء الاصطناعي التوليدي. ويُلاحظ أنّ هذا الإعلان سبق إعلان غوغل بيوم واحد، في دلالة على المنافسة الشرسة بين الشركات في هذا المجال.
والجدير ذكره أنّ غوغل دخلت في دوامة من الانتقادات بعد فشلها طوال الأشهر الماضية في تقديم منافس حقيقي لـ «تشات جي بي تي». ورغم إعلان غوغل الجديد، إلا أنّ مستقبل رئيس الشركة التنفيذي، سندار بيتشاي، يشوبه الغموض بعد فشل إدارته في تقديم روبوت دردشة يرقى إلى مستوى التحديات خلال المدة السابقة.