يتمثل التحدّي الأكبر بالنسبة إلى مستشفى «كمال عدوان»، الوحيد العامل في مدينة غزة وشمالها، في «بدء نفاد السولار»
ويواجه المستشفى الكثير من التحديات، التي تتمثّل، وفقاً لصباح، في «نقص الكادر الطبّي المتخصّص»، خصوصاً أن «كل الاستحداثات في المستشفى يقوم بعضها على طبيب واحد وأخرى على طبيبين اثنين في كلّ تخصّص»، فضلاً عن «نقص شديد في الكوادر التمريضية التي تكون على مدار الساعة في أقسام العمليات والاستقبالات». وإلى جانب ذلك، يعاني المستشفى من «غياب المستلزمات الطبية الكافية، فضلاً عن صغر حجمه وقلّة عدد الأسرّة فيه، الأمر الذي يؤدي إلى تكدُّس المرضى في الممرات والساحات المتوسطة وامتلاء الأسرّة بالكامل، ما يضطرنا إلى إخراج بعض الحالات قبل شفائها لإشغال الأسرّة بحالات أكثر حاجة إليها».
أمّا التحدي الأكبر، فيتمثل في «عدم وجود الكهرباء وعدم القدرة على تشغيل المولدات إثر نفاد الوقود وبدء نفاد السولار، وبالتالي باتت هناك صعوبة في تشغيل محطّة الأكسجين التي تعتمد عليها الأقسام الحيوية، كالعناية المكثفة والحضانة والعمليات والاستقبالات». ويحذر صباح، في هذا الإطار، من الكارثة الإنسانية التي سيخلّفها نفاد السولار، قائلاً: «حينها، سيتوقّف المولد الكهربائي ومحطّة الأكسجين عن العمل، وبالتالي سيقتصر عمل المستشفى على تقديم الإسعافات الأولية، ما يؤدّي إلى وفاة المصابين والمرضى». وبالإضافة إلى ذلك، «يقع المستشفى في دائرة الاستهداف والتي يصنّفها الاحتلال منطقة حمراء، ما يزيد من العبء عليه، ومن الخطر على حياة المصابين والمرضى».
وعن كيفيّة مواجهة التحدّيات المتقدّمة، يجيب صباح: «بعد نفاد الشاش الصحي وفوط البطن المخصّصة للعمليات، قمنا بخياطة أقمشة وتعقيمها حتى نستخدمها خلال إجراء العمليات»، مشيراً إلى أنه «رغم خطورة هذه الخطوة، نسعى إلى توفير ما يلزم ولو بالحدّ الأدنى من أجل تقديم الخدمة وعدم إيقافها»، مضيفاً أنه «بعد نفاد معظم وقود السولار، سارعنا إلى خلط الكمية المتبقية بزيت الطهي، كي نطيل ساعات الكهرباء». ويتابع أنه «سبق أن زار مستشفى كمال عدوان وفدٌ من المؤسسات الدولية، من مثل "منظمة الصحة العالمية" و"النرواك" و"أوتشا" و"اليونيسف"، وأحضر سولار ومستلزمات طبية محسوبة ومحدودة لمدة قصيرة جداً»، مشيراً إلى أن «شحنة جديدة من السولار والمستلزمات الطبية كان من المفترض أن تصل يوم الإثنين الماضي، ولكن للأسف لم تصل إلى الآن». وفي هذا الجانب، يوجّه نداءً إلى «الأمم المتحدة والمؤسسات الإنسانية والصحية الدولية للعمل على توفير السولار والمستلزمات الطبية»، معرباً عن أمله في أن «يصل الصوت إلى أصحاب القرار في العالمَين العربي والإسلامي والمنظّمات الحقوقية من أجل إسعاف مستشفى كمال عدوان، والذي من دونه لا يمكننا تقديم الخدمات الصحية للمرضى والمصابين».