دمشق | في المواجه الثانية في سلسلة «الفاينال فور» للسلة السورية والتي أقيمت على أرض صالة الفيحاء في دمشق عند تمام السابعة من مساء الأمس، تمكّن نادي الوحدة الدمشقي من حسم المباراة لصالحه ضد الجلاء الحلبي بنتيجة 91/73 وبذلك لن يحتاج البرتقالي سوى للفور بمباراة واحدة من ضمن مواجهات حلب، والتي تبدأ السبت القادم لكي يحسم تأهله للنهائي. علماً بأن مباراة الأمس بدأت بصيغة متوازنة في الربع الأوّل ثم راحت الكفة ترجح بشكل واضح للبرتقالي الذي أسعد جمهوراً ملأ مدرّجات الصالة ووصل الفارق في بعض المراحل إلى 30 نقطة، وهو ما دفع المدرّب مروان خليل للمداورة بين لاعبيه وإراحة المحترفين الأمركيين في نهاية المباراة.
في حديثه مع «الأخبار» عند نهاية المباراة يقول مدرّب الجلاء عبّود شكّور: «اليوم للنسيان! لقد لعبنا بشكل سيء دفاعياً وهجومياً، والفريق لم يشبه نفسه في المباراة الماضية لأننا لم نتصرف بالشكل الصحيح في غالبية أوقات المباراة، وأهملنا الدفاع، بينما كان المنافس موفق بشكل كبير جداً، والثلاثيات كانت تهطل على سلتنا مثل المطر»، يشرح شكور ويضيف: «مع كل ذلك لن نغيّر في الخطة سنلعب في المباريات القادمة على نمط لعبنا. سبب التعثر اليوم هو عدم إلتزامنا بخطتنا وهذا ليس أداءنا، لأن المنطق الفردي هو ما طغى علينا وهذا شيء يلزم معالجته، من أجل العودة».

أما نجم فريق الجلاء رامي مرجانية فقال لنا: «المباراة كانت سيئة بكل نواحيها بالنسبة لنا، واللاعبين الأجنبيين لم يساعدانا كما يجب، سنحاول تقديم أداء بعيد عن هذا المستوى في حلب ، لم ينته شيء ونعد جمهورنا بأداء مرضٍ في بقية السلسلة«

من جانبه يقول الياس عازرية لاعب فريق الجلاء: «مبروك لنادي الوحدة هذا الفوز لأنه فريق يُحترم ونحن كنا اليوم خارج أجواء المباراة دفاعياً وهجومياً، ولم نقدم المستوى المطلوب، وسنبذل كل جهدنا في المباريات المتبقية على أرضنا ونعد جمهورنا بذلك. اليوم كان لجمهور الوحدة دور كبير في دفعهم معنوياً ولكن هذا ليس مبرراً للمستوى الذي ظهرنا عليه».

من جانب آخر يبدو الزحف الجماهيري هو ترجمة فعلية لفكرة أن الحضور أمر مرهون بالشغف بطريقة لا ينافسها أو يوازيها شيء آخر مهما بلغت مغرياته! المسألة فطرية مسبوكة على قالب الحماس والإدمان الشهي. على هذه الهيئة، يمكن القول بثقة بأن أي مباراة رياضية اليوم ستغوي المشاهد السوري أكثر من أي شيء آخر وهو ما ترصده السوشال ميديا عند كل موقعة كروية كنوع من ردّ فعل الجمهور ومنطق تعاطيه، ويعيد تأكيده جمهور الوحدة الذي أشعل الصالة اليوم، ثم أبدى رغبة كبيرة للتعبير عن مشاعره لوسائل الإعلام إذ يقول أب اصطحب عائلته كلّها معه في حديثه معنا: «كرة السلة بقيت المتنفس الوحيد لنا في الشام، لذا ستجد الفرحة رفيقة الجماهير في هذه الاجواء، ومتابعة لاعبي ناديهم وتعبهم الواضح هو ما يزيد جرعات المتعة والتشويق، عدا عن فكرة استقطاب لاعبين ومدربين أجانب، كل هذا بات يعتبر مهرباً من ضغوط الحياة بالنسبة لنا وفسحة حقيقة متاحة خاصة للطلاب أثناء الانهماك بالواجبات والامتحانات في أواخر العام الدراسي». يتدخل أحد أبنائه ليقول بأن: «حضور المباراة على أرض الصالة هو بمثابة مكافأة حقيقة نسعى لحصدها كلّما كان التحصيل الدراسي جيّداً، كلما سنحت لنا الفرصة بالحضور»، فيما تقول لنا سيدة من مشجعي نادي الوحدة: «في هذه المدنية المتعبة لم يعد هناك جرعات كافية من الأوكسجين، لذا بتنا نتنفس عن طريق الرياضة، أيّامنا محفوفة بالقلق، ويوّمياتنا مصحوبة بظرف خدمي مترّدي، وحياة اقتصادية كالحة... غالباً الدنيا تمعن في خذلانك فيعدل مزاجك ناديك المفضّل. تعرف كلّ دمشق وريفها بأن المدينة على قلب ناد واحد هو الوحدة وهذا أمر توارثناه، واليوم وخلال سلسلة «الفاينال فور» تصلك المتعة بأبهى حالاتها رغم أن الفريق توقّف لقرابة ثلاثة شهور مع ذلك يقدّم مستوى ممتاز ويستحق الفوز ونحن ننتظر منه لقب الدوري».