من المقرّر أن تبدأ وزارة الأشغال في غزة تنفيذ أولى مراحل مشروع «كوبري الشجاعية»، والذي تستوجب إقامته استقطاع أجزاء من الأماكن العامة في محيط المنطقة، وكذلك جزء من «مقبرة ابن مروان». ويندرج المشروع في إطار الحزمة المصرية المقترَحة بعد حرب أيار 2021، والتي تتضمّن مدينة سكنية بأكثر من 500 وحدة. وبحسب وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان في القطاع، ناجي سرحان، فإن «الكوبري» لا يزال قيد الدراسة حتى الآن، علماً أن تنفيذه يحتاج إلى شارع بعرض 40 متراً وهو غير متوفّر حالياً. ويقرّ سرحان بأن «المطلوب في مرحلة الإنشاء توسعة الجسر باتجاه مقبرة ابن مروان، وهذا أحد الحلول المقترَحة»، مستدركاً بـ«(أننا) لم نتّخذ أيّ قرار بخصوص إزالة جزء من المقبرة حتى الآن». ويثير هذا الاحتمال استياء العديد من المواطنين، ومن هؤلاء عبد السلام ارحيم الذي يقول لـ«الأخبار» إن «مقبرة ابن مروان تُعتبر إرثاً تاريخياً بالنسبة إلينا بسبب قِدَمها، وخصوصاً أن هناك عدداً من أموات العائلة تمّ دفنهم فيها». ويَعتبر، في حديث إلى «الأخبار»، أن «على الجهات المسؤولة في غزة أن تحترم حرمة الأموات، لا أن تثير مشاعر ذويهم». وكتب محمد الحطاب، من جهته، على حسابه في «فيسبوك»، أن «مقبرة ابن مروان تاريخ، وفيها شهداء أكرم منا جميعاً»، مضيفاً: «أكرموا الأموات في حياتكم، يكرمكم أبناؤكم عندما تلحقون بهم». وتساءل الحطاب: «لماذا لا يتمّ تعبيد شارع الخطّ الشرقي لتتّخذه الشاحنات المتّجهة شمالاً بدلاً من مفترق الشجاعية؟ لماذا لا يُطوَّر سوق البسطات؟ ولماذا لا تُنظَّم مواقف السيارات في مفترق الشجاعية، وبالتالي يُخفَّف الازدحام؟».
وتُعتبر «مقبرة ابن مروان» أقدم من المسجد الذي بُني على أرضها؛ إذ أُقيمت هي قبل 2000 عام، فيما المسجد بُني نحو عام 1250م مع نهاية العهد الأيوبي وبداية العهد المملوكي. ويحدّ المقبرةَ من الناحية الشرقية شارع صلاح الدين الذي يربط شمال قطاع غزة بجنوبه، ومن الجهة الشمالية والغربية منازل للمواطنين، ومن الجهة الشرقية شارع بغداد. وبالنظر إلى أهمّيتها تلك، يفيد سرحان، «الأخبار»، بأنه «تمّ تشكيل لجان من الجهات الحكومية ومن لجان الأحياء للجلوس مع المواطنين والعائلات، والاستماع إلى وجهات نظرهم بهذا الخصوص». ويؤكد أن أن وزارته لم تقرّر بعد إزالة المقبرة، وإنّما وضعتها كأحد الخيارات، قائلاً: «لا نزال ندرس الموضوع؛ هل ستتمّ التوسعة باتجاه المقبرة؟ وهل نبني جسراً آخر موازياً فوق القبور؟ أم هل نتلافى ذلك كلّه؟».