في وقتٍ يبحث فيه المسؤولون الأميركيون سبل إعادة فتح الاقتصاد من دون إشعال فتيل تفشّي «كورونا» في البلاد من جديد، سجلت الولايات المتحدة، اليوم، حصيلة جديدة تعتبر الأعلى من حيث عدد الوفيات بسبب «كوفيد 19» بين دول العالم. ووفق إحصاء أجرته وكالة «رويترز»، فقد تجاوز عدد الوفيات في الولايات المتحدة اليوم عتبة الـ24 ألفاً، فيما بلغ إجماليّ الإصابات فيها قرابة 583 ألفاً. وأمس، تم تسجيل نحو 1500 وفاة جديدة، وهو ما يقل كثيراً عن الحصيلة اليومية للأسبوع الماضي، والتي بلغت حوالى 2000 حالة وفاة كل 24 ساعة، وفقاً لـ«رويترز».وتفرض السلطات الأميركية، منذ أسابيع، قيوداً واسعة ألزمت الناس في مناطق كثيرة من الولايات المتحدة بالبقاء في بيوتهم لكبح انتشار الفيروس، ما سبّب أضراراً اقتصادية فادحة. ومع إغلاق الشركات وفرض قيود على السفر، يناقش المسؤولون والمشرّعون متى يُمكن إعادة فتح بعض القطاعات. وفي هذا السياق، كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن في وقتٍ سابق أنه يدرس خططاً لإعادة تشغيل الاقتصاد في أوائل الشهر المقبل، وتخفيف قيود «التباعد الاجتماعي». كلام ترامب أثار جدلاً استمر حتى اليوم، إذ قال حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو، إنه «لن يلتزم بأي أمر يصدره الرئيس بإنهاء إجراءات العزل العام في الولاية بطريقة غير آمنة خلال تفشّي كورونا». وأضاف كومو في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»: «إذا أمرني بإعادة فتح (نيويورك) بطريقة تعرّض الصحة العامة لأفراد ولايتي للخطر، فلن أفعل ذلك».

واشنطن تفاوض لتخزين النفط
أعلنت وزارة الطاقة الأميركية، اليوم الثلاثاء، أنها تتفاوض على عقود مع تسع شركات طاقة لتخزين ما يصل إلى نحو 23 مليون برميل من النفط المنتج محلياً في احتياطيّ الخام الاستراتيجي للبلاد. وشرعت الوزارة، في خطة لتأجير مساحة إلى الشركات في الاحتياطي النفطي الاستراتيجي كوسيلة لمساعدة الشركات التي تعاني من تهاوي أسعار النفط بعد أن أخفق الكونغرس في تمويل خطة أخرى لشراء النفط من أجل الاحتياطي. وفي بيان، أضافت الوزارة أن «غالبية التسليمات سيتم تلقّيها في شهري أيار/ مايو، وحزيران/ يونيو المقبلين مع بعض الشحنات المحتملة في نيسان/ أبريل الحالي».

ترامب: يعجبني فاوتشي
على غير العادة، بدأ الإيجاز الصحافي المسائي لخلية أزمة «كورونا» في البيت الأبيض بتصريح للطبيب أنتوني فاوتشي، بهدف تبديد الشائعات عن خلاف بينه وبين الرئيس دونالد ترامب. وفي إشارة إلى مقابلة له مع شبكة «سي إن إن»، الأحد، ذكر خلالها أن فرض تدابير في وقت أبكر كان من شأنه تخفيف تصاعد أزمة «كوفيد-19»، أوضح فاوتشي أنه كان يرد «افتراضياً».
وأضاف أن حديثه في المقابلة عن «التصدّي» لإغلاق الاقتصاد (وهو ما تمّ تفسيره على نطاق واسع بأنه للدلالة على امتناع ترامب عن اتخاذ تدابير جذرية) كان «اختياراً خاطئاً للكلمات».
وترامب الذي عزّز التكهنات الأحد بإعادته نشر تغريدة منتقدة مع وسم يطالب بإقالة الطبيب، سعى لوضع حدّ لهذا الخلاف، وقال عن فاوتشي: «يعجبني... سمعت بأنني سأقيله، لن أقيله، أعتقد أنه شخص رائع».

كنائس في كاليفورنيا تقاضي «التباعد الاجتماعي»
قالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأميركية إن ثلاث كنائس في منطقة جنوب كاليفورنيا تريد أن تبقى أبوابها مفتوحة خلال تفشي «كورونا»، قامت بمقاضاة حاكم الولاية غافن نيوسوم، ومسؤولين آخرين.
وجادلت بأن أوامر المسافة الاجتماعية «تنتهك حق الدين والتجمع الوارد في التعديل الأول للدستور الأميركي». وأوضحت الصحيفة أن الدعوى القضائية التي تم تقديمها أمام المحكمة الفدرالية في المقاطعة المركزية لكاليفورنيا، شملت أسماء المدعي العام في الولاية ومسؤولين من مقاطعتين.
وتسعى الدعوى القضائية لحظر قرار نيوسوم بالبقاء في المنزل لمدة شهر، وقرار المقاطعتين بجعل أغلب الناس يبقون في منازلهم وإغلاق جميع الأعمال التي توصف بأنها أساسية ومنع التجمعات. ولا تتضمن القرارات دور العبادة من بين البنى التحتية الرئيسية التي يسمح فيها بالاتصال وجهاً لوجه.