كانت المفاجأة لمَّا استيقظتُ هاربةً بأنصافِ أشياء خرجتُ بها من منامي، أن وجدتُ الأشياء المُكمِلة تعتري الغرفة من حولي: فرشاة الأسنان أسفل السرير والحذاء فوق الكومودين، رواية السفينة لجبرا تكادُ تسقط عن المكتب، كما تركتها منذ وقت طويل! وحدها ياسمينة الجيران تتبدل وتتسلق وجه نافذتي أكثر وأكثر، في الحُلم كانت تُعانقني. وصباحاً يُوقظُني صديقي برام الله «متى نشرب القهوة، معاً؟» فأُجيبُه: «يوماً ما، أو مساءً في الحُلم» ونضحكُ. كان المطر يصنع بحيرات في شارعنا الرمليّ، ويرقص الأطفال من دون شمسيات، وإذ بشهيد في نشرة الأخبار ومهرجان عام لحلول الاتِّصال والود بين طرفي الوطن في الضفة وغزة!وتطوَّر الحذاء بمرتبة مرآة، فصديقاتي يحلمن بشوارع مرصوفة وأحذية بلا غبار! أمَّا أنا فأحلم بقراءة ذلك الكتاب على ضوء كهرباء حقيقية، من دون بديل يحتاج إلى «كبشة» بنادول! نعم أنا إرهابي. ونعم للحصار. صغرت أحلامنا لتُضحي أمنيات امرأة عجوز! كلنا ندور في دوائر مُقفلة! كلعبة «طاق طاق طاقية» التي طويتها في ذاكرتي مع عُرس وقصف عشوائي ثمّ عزاء بالعريس! طالت قامتنا، وطاق طاق طاقية لا تزالُ تعني لي شهيداً قيدالسقوط!