في وقتٍ اتجهت فيه الانظار إلى العمق السعودي الذي يشهد هجمات يمنية غير مسبوقة تترجم «الخيارات الاستراتيجية» التي لوّحت بها حركة «أنصار الله» سابقاً، يبدو إعلان فشل المفاوضات في مسقط وعودة الوفد اليمني، مسألة وقت فقط. وقال مصدر قريب من وفد صنعاء في مسقط لـ«الأخبار» (علي جاحز)، أمس، إن النقاط الثماني التي حملها المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ من الرياض، لم تحظَ بتبني الأمم المتحدة الذي تحظى به النقاط العشر. وكان ولد الشيخ قد التقى أمس بالوفد اليمني للمرة الاخيرة وسط تكتم إعلامي.

ويعتقد المصدر أن المبعوث الدولي لن يتبنى نقاط الرياض، بل تكفل بنقلها فقط، مشيراً إلى أن الأطراف الدولية تعتبر تلك النقاط سلبية وتمثل خطوة للوراء في مسار المفاوضات الجارية بالمقارنة مع المقترح ذي النقاط العشر التي قدمها وفد صنعاء سابقاً. ولفت المصدر إلى أن موقف ولد الشيخ «إيجابي»، وأنه حريص على الوصول إلى حلّ، غير أنه عاجز عن التأثير على مسار المفاوضات، وعن الكشف عن الجهة المعرقلة للحلّ.
في هذا الوقت، يستمر تقدم الجيش و«أنصار الله» داخل الاراضي السعودية. وبثت قناة «المسيرة» أمس، مشاهد لعمليات في العمق السعودي وبدت في الصور مشارف مدينة الخوبة السعودية وضواحيها. وأعلن الجيش و«اللجان الشعبية» السيطرة الكاملة على مجمع «قوى» السعودي في الخوبة وعلى التلال المجاورة له، بالاضافة إلى السيطرة الكاملة على غرف الشيخ العسكري السعودي في جيزان وإحراق آليتين عسكريتين في الموقع.
وفي جيزان أيضاً، سيطر الجيش و«اللجان» على مواقع الفريضة ودار النفر وملحمة ومشعل، فيما يحاول الجيش استعادتها عبر عدد من الهجمات الفاشلة. وأكد «الاعلام الحربي»، أمس، استمرار السيطرة على كل المواقع التي اقتحمها ليل أمس، حتى اللحظة رغم القصف العنيف والتحليق المستمر.
واستهدفت القوات اليمنية أمس، موقع الرديف في جيزان بالمدفعية والصواريخ، ما أدى إلى فرار القوات السعودية بآلياتها، فيما دمروا دبابة سعودية في موقع غرف الشيخ العسكري في جيزان. وأعلنت وزارة الداخلية السعودية مقتل جندي سعودي وإصابة ثلاثة آخرين إثر تعرض أحد المراكز الحدودية بقطاع الحرث في جيزان لإطلاق نار، وقذائف مدفعية وهاون وراجمات صواريخ من داخل الأراضي اليمنية.
على الجبهات الداخلية، تمكن الجيش و«اللجان الشعبية» من صد محاولة هجوم للمجموعات المسلحة على منطقة مكيراس في أبين مدعومة بآليات إماراتية وبغطاء جوي. وأفاد مصدر في الإعلام الحربي بمقتل وأسر العشرات من المسلحين وبتدمير ثماني عربات مدرعة إماراتية تضاف إلى العشرات كان عناصر الجيش واللجان قد تمكنوا من تدميرها في المكان نفسه. وفي حضرموت، فجر «القاعدة» مبنى الأمن السياسي في مدينه المكلا.
وفيما يسيطر عناصر «القاعدة» على حي التواهي غرب عدن مقيمين نقاط تفتيش في المنطقة، نفى نائب وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة، علي ناصر لخشع سيطرة التنظيم على التواهي، مشيراً إلى «وجود مسلحين يدّعون الانتماء إلى القاعدة ويتحركون بدوافع سياسية محاولين خلط الأوراق وافتعال المشكلات بعد تحرير عدن».
إلى ذلك، شهدت صنعاء يوم أمس، تظاهرة جماهيرية غير مسبوقة لناحية عدد المشاركين، لتجديد التأييد للجيش و«اللجان الشعبية» والرفض للعدوان وللغزو ولانتشار القاعدة جنوباً بدعم الإمارات والسعودية وبغطاء دولي، وفقاً لبيان صادر عن التظاهرة.
(الأخبار)