تَواصَل التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة، بعدما استُشهد فجر أمس مقاومان من «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، في اشتباكات عنيفة مع قوة من الجيش الإسرائيلي شرق خان يونس، جنوب القطاع. وقال الناطق الإعلامي باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ، أدهم أبو سلمية، إنّ التوغل الإسرائيلي شرق بلدة خزاعة، وما تخلله من اشتباكات، أدّى إلى سقوط شهيدين هما مصعب عيسى أبو روك (20عاماً)، ومحمود يوسف النجار (21 عاماً). وأضاف إنّ «وتيرة التصعيد الإسرائيلي بحق المدنيين هي الأعلى خلال الشهر الحالي، حيث بلغ عدد الشهداء 15 إضافةً إلى 34 إصابة».بدورها، قالت «سرايا القدس» إن مجموعة من مقاتليها خاضت اشتباكات عنيفة مع قوة إسرائيلية خاصة قرب بوابة أبو ريدة في بلدة خزاعة، موضحة أنّ «أبو روك استُشهد، فيما لا يزال عنصر آخر مفقوداً حتى الآن»، مؤكّدة أن «المجموعة كبّدت القوات الإسرائيلية خسائر فادحة». وأضافت إن «مقاتليها أطلقوا 6 قذائف آ ر بي جي نحو الآليات الإسرائيلية المتوغلة في محيط الاشتباكات».
في المقابل، قال ناطق عسكري إسرائيلي إن الجيش رصد «خلية إرهابية» تزرع متفجرات بالقرب من الحدود مع القطاع، فأصاب الجنود بمساعدة الطائرات الحربية اثنين من عناصرها. كذلك ذكرت الوحدة المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أنّ ضربة جوية إسرائيلية في ساعة مبكرة من صباح أول من أمس، استهدفت نفقاً للتهريب ومنشأة تدريب للنشطاء في غزة.
بدوره، حذّر أبرز القادة العسكريين في «حماس»، أحمد الجعبري، الإسرائيليين من أنه «ليس أمامهم سوى الموت أو الرحيل» عن الأراضي الفلسطينية المحتلة، مضيفاً إن «كتائب القسام لم ولن تُسقط من حساباتها أيّ خيار ممكن لتفعيل المقاومة وتحرير الأسرى وقهر العدو الغاصب المجرم».
وكان الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة قد أعلن أول من أمس، أن «التهدئة الميدانية المطبّقة في غزة مرهونة بوقف العدوان على القطاع»، مؤكداً أن «أيّ عدوان صهيوني على قطاع غزة سيواجَه بالتصدي والرد، ومحاولات التصعيد الأخيرة هذه لعب بالنار».
من جهته، اتهم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ياسر عبد ربه، إسرائيل بأنها «تحاول بكل الوسائل، سواء عبر التصعيد في القطاع أو عمليات الاستيطان، خلق واقع جديد يتعايش معه العالم». وحذر من أن «ما تنفذه إسرائيل في القطاع يزيد الأوضاع خطورة».
إسرائيلياً، أعلن نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، سيلفان شالوم، أنه «لا يستبعد أن تضطر إسرائيل إلى تنفيذ عملية عسكرية أخرى في قطاع غزة»، مؤكداً أن الوضع في محيط القطاع «لا يمكن أن يستمر كما هو عليه الآن».
بدوره، قال الوزير يوفال شتاينتس إن إسرائيل «ستضطر عاجلاً أم آجلاً إلى بتّ مسألة إسقاط حكم حماس في قطاع غزة»، إلا أن وزير الصناعة والتجارة والتشغيل بنيامين بن أليعزر أعلن أن «إسرائيل غير معنية بتصعيد الأوضاع في غزة»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «حماس ستدفع الثمن غالياً إذا استمرت في هذا النهج».
وفي السياق، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنه أُعلنت حالة التأهب في إسرائيل تحسباً لاحتمال انطلاق قافلة السفن الاحتجاجية من ميناء اللاذقية السوري إلى ميناء العربش المصري، حيث تتهيأ الجهات الإسرائيلية المختصة لاحتمال أن تحاول هذه القافلة كسر الحصار البحري المفروض على القطاع غزة، وعدم الاكتفاء بالتوجه نحو العريش.
وأضافت الصحيفة إنه «يُستدلّ من تقارير وردت إلى إسرائيل أن عدداً من الناشطين الأتراك، الذين كانوا على ظهر سفينة مرمرة واعتُقلوا في أعقاب المواجهة مع قوة جيش الاحتلال، انضموا إلى القافلة البحرية». وتابعت أنه يُعتقد بأنهم زُوّدوا وسائل قتالية ومواد تحريضية في طهران.
وإلى عملية السلام المجمّدة، حذر بن أليعزر من استمرار الجمود السياسي ووقف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، قائلاً إن الولايات المتحدة «ستعترف في نهاية المطاف بدولة فلسطين مثلما فعلت دول في أميركا الجنوبية»، مضيفاً «لن أفاجَأ إذا اعترف العالم كله، ضمنه الولايات المتحدة، بالدولة الفلسطينية خلال عام واحد، وعندها سنضطر إلى إعطاء تفسيرات عن كيفية حدوث ذلك». ورأى أن «استئناف المفاوضات السياسية مسألة وجودية بالنسبة إلى إسرائيل والشرق الأوسط، حتى لو كلف ذلك تجميد البناء الاستيطاني عدة أشهر».
واعترفت الإكوادور رسمياً بفلسطين دولة «حرة ومستقلة»، وقالت وزارة الخارجية إن الرئيس رافاييل كوريا وقع الجمعة «الاعتراف الرسمي لحكومة الإكوادور بفلسطين كدولة حرة ومستقلة بحدود 1967» السابقة للاحتلال، فيما تستعدّ الباراغواي لخطوة مماثلة.
(سما، معا، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)