خاص بالموقع- خاض سكان حي سلوان أمس جولة جديدة من المواجهات مع قوات الاحتلال، رفضاً لقرار إسرائيلي بطرد عشرات الفلسطينيين من عائلة أبو ناب من أحد مباني الحي، بالتزامن مع إخلاء إحدى البؤر الاستيطانية المجاورة، ومحاولات إسكان قاطنيها مكان العائلة الفلسطينية.
وتمركز عناصر الشرطة الإسرائيلية بأعداد كبرى في حي سلوان، فيما اقتحمت قوات الاحتلال أحياء البلدة، ودهمت عدداً من المنازل، وفتّشتها، قبل اعتقالها خمسة أشخاص على الأقل.
وأدّت المواجهات، التي اندلعت في بطن الهوى في سلوان، إلى إصابة عدد من الفلسطينيين، بينهم مصوّر بحالات اختناق نتيجة استخدام الجيش الإسرائيلي الغاز المسيّل للدموع.
كذلك اعتدت القوات الإسرائيلية على الطفل عنان الشويكي (12 عاماً) بعدما أطلقت باتجاهه الغاز المسيّل للدموع من مسافة قريبة بالقرب من مسجد عين سلوان، قبل أن تقدم على الاعتداء على شقيقه الأكبر فراس، مما أدى إلى إصابة الأخير بجروح في وجهه.
وأصيبت طفلة بجروح متوسطة بعد دهس جيب عسكري إسرائيلي لها بطريقة متعمّدة.
ويدّعي المستوطنون أن بيت عائلة أبو ناب بنته عائلة يهودية هاجرت من اليمن في القرن التاسع عشر، وأنّ فيه كنيساً، وأنه بعد حرب عام 1948 أصبحت تسكنه عائلة أبو ناب.
ونقلت صحيفة « هآرتس» الإسرائيلية عن أحمد أبو ناب قوله إن أكثر من 60 شخصاً يسكنون بيت العائلة و«لن نخرج من البيت، حتى لو متنا فإننا سنموت داخل البيت».
ووفقا لـ «هآرتس» فإن جمعية «عطيرت كوهانيم» الاستيطانية نجحت في نقل ملكية بيت عائلة أبو ناب إليها، من حارس الأملاك العام، بادعاء أن الملكية على البيت لم تغيَّر منذ عام 1948.
وقدّرت حركات يسارية وحقوقية إسرائيلية أن يكون اختيار القوات الإسرائيلية «الإخلاء المزدوج» للبؤرة الاستيطانية وعائلة أبو ناب مرتبطاً بفترة عيد الميلاد، بهدف إضعاف الانتقادات الدولية التي قد تأتي جراء الخطوة الإسرائيلية.
وقالت «هآرتس» إن رئيس بلدية القدس، نير بركات، اعترف أخيراً بأنّ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يمنع البلدية من تنفيذ عمليات هدم لبيوت الفلسطينيين في القدس الشرقية لاعتبارات سياسية، في إشارة إلى الانتقادات الأميركية والأوروبية لهذه السياسية.
وفي موازاة نيتها إخلاء عائلة أبو ناب، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها تعتزم تنفيذ قرارات سابقة للمحاكم الإسرائيلية بشأن إخلاء البؤرة الاستيطانية «بيت يهونتان» وإغلاقها، وهي بناية مؤلفة من سبع طبقات في قلب حي سلوان الفلسطيني، بسبب بنائها من دون رخص بناء.
وكانت السلطات قد امتنعت عن تنفيذ قرارات المحاكم بعد معارضة رئيس بلدية القدس، وضغوط مارستها جهات يمينية وقادة المستوطنين.
في هذه الأثناء، نظّم قرابة 300 ناشط إسرائيلي من حركة التضامن مع الشيخ جراح الفلسطيني الذي يستهدفه المستوطنون، مسيرة في سلوان تضامناً مع أمين سر حركة فتح في سلوان، عدنان غيث، الذي قرر قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية اللواء يائير غولان إبعاده عن القدس الشرقية لمدة أربعة شهور، بسبب نشاطه ضد سياسة هدم بيوت الفلسطينيين.
وأكد عضو لجنة الدفاع عن حي البستان، رفضه قرار السلطات الإسرائيلية، مشيراً إلى أنه «لا يحق لأيّ جهة أن تقرّر أين أعيش سواء في القدس أو في غيرها. لقد ولدت في هذه المدينة، وسأعيش وأموت وأدفن فيها».

ووصف القرار الصادر بحقه بأنه سابقة خطيرة تستهدف المقدسيّين عموماً، مطالباً المؤسسات الدولية والقانونية وحقوق الإنسان والمسؤولين وأصحاب القرار بإيقاف سياسة الإبعاد بحق المقدسيين.

وفي السياق، أوضح محاموه أنهم سيتوجهون إلى المحكمة الإسرائيلية العليا لاستصدار قرار يمكّن غيث من البقاء في مدينة القدس حتى إلغاء قرار الإبعاد.

(الأخبار، يو بي آي، أ ف ب)