خاص بالموقع- تواجه منظومة الاعتراض الصاروخي الإسرائيلية أو «القبة الحديدية»، المزيد من العقبات في التمويل، من الكونغرس الأميركي والحكومة الإسرائيلية، الأمر الذي سيؤدي إلى تأجيل إضافي في تنفيذ هذا المشروع.
وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، يواجه صعوبات في دفع موازنة العام القادم في الكونغرس، الأمر الذي يعني أن المعونة الأميركية التي خصصت لإسرائيل لتطوير وشراء منظومة «القبة الحديدية» ستؤجل لبضعة أشهر.
وكان مجلس النواب الأميركي قد صدّق، في شهر أيار الماضي، على قرار الرئيس الأميركي بمنح إسرائيل مساعدة خاصة تقدر بـ205 ملايين دولار، يفترض أن تستخدم لشراء بطاريات أخرى وعدد كبير نسبياً من الصواريخ الاعتراضية.
ولفتت الصحيفة إلى أن أوباما لديه مشاكل في تمرير الموازنة بسبب خلافاته مع الجمهوريين حول عدة قضايا، من بينها نظام الرعاية الصحية. وجراء ذلك وقَّع أوباما مرسوماً يُمدِّد العمل بالموازنة الحالية، إلى شهر آذار من العام المقبل، تُصرف بموجبه موازنة شهرية تقدر بـ1/12 من موازنة العام الحالي.
لكن المصاعب التي تواجه منظومة، «القبة الحديدية» لا تقتصر على الموازنة الأميركية، إذ لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية حتى الآن قراراً برصد موازنة لشراء بطاريات إضافية. ونتيجة لذلك، فإن عدم وجود موازنة أميركية أو إسرائيلية، يعني، بحسب «هآرتس»، أنه لا وجود لخطة أو جدول زمني مقدر لإنتاج بطاريات إضافية وشرائها. هذا مع الإشارة إلى أن إسرائيل مولت حتى الآن تطوير بطاريتين من سلطة تطوير وسائل القتال الإسرائيلية، «رفائيل».
من جهة أخرى، ذكرت «هآرتس» أنه في الأجواء التي أثارها كشف رئيس أركان الجيش غابي أشكينازي عن تمكن حركة «حماس» الفلسطينية من اختراق دبابة الميركافا بصاروخ كورنيت، تحتل مواجهة تهديد الصواريخ المضادة للدروع رأس اهتمامات المؤسسة الأمنية في الأسابيع الأخيرة. فيما قرر الجيش نشر الكتيبة الوحيدة المزودة بمنظومة «معطف الريح» المضادة للصواريخ التي تنتجها «رفائيل». وأشارت هآرتس إلى أن مشهد الدبابات المحترقة بصواريخ حزب الله خلال حرب لبنان الثانية ما زال حياً في الذاكرة الجماعية.
بموازاة ذلك، يحتدم من وراء الستار صراع داخل الصناعات الأمنية، بين سلطة تطوير وسائل القتال (رفائيل) التي فازت بمشروع تحصين الدبابات في السوق الدولية والتي يمكن أن تصل إيراداتها إلى مئات ملايين الدولارات (حيث تقدر كلفة كل منظومة بـ200 إلى 300 الف دولار).
وبين الصناعات العسكرية التي تواجه أزمات منذ سنوات وتصارع الآن للبقاء «على قيد الحياة». وكانت وزارة الدفاع الإسرائيلية قد جمَّدت استثماراتها في منظومة «السهم المتحفز»، المخصصة للتركيب على نواقل الجند المدرعة، من طراز «نمر»، وتلقت بذلك ضربة مميتة.