ركز اجتماع وكالة الطاقة أمس على سوريا وإيران وكوريا الشمالية، ووجّه انتقادات للبلدان الثلاثة، بدعوى عدم «تعاونها» مع المفتشين
أولى مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خلال اجتماعه في فيينا أمس، اهتماماً خاصاً بكل من سوريا وإيران وكوريا الشمالية، وناقش العديد من الملفات، أهمها تقارير الوكالة حول النشاط النووي في البلدان الثلاثة.
وانتقدت الوكالة كلاً من سوريا وإيران لـ«عدم تعاونهما» مع المفتشين الدوليين، فيما أعربت عن «قلقها الكبير»، حيال التقارير التي تفيد عن بناء محطة جديدة لتخصيب اليورانيوم في كوريا الشمالية.
وكشف المدير العام للوكالة، يوكيا أمانو، أنه وجّه رسالة الى وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، في 18 تشرين الثاني «يطلب فيها من الحكومة (السورية)، أن تضمن للوكالة إمكان الوصول بسرعة الى المعلومات والمواقع» المرتبطة بموقع «الكبر» في دير الزور شمال سوريا، والذي يشتبه بأنه يحوي منشأة نووية. وتابع يوكيا «طلبت أيضاً من سوريا التعاون في ما يتعلق بعمليات التحقق التي تجريها الوكالة عموماً». وأضاف بأن سوريا لم تتعاون مع الوكالة منذ حزيران 2008 في ما يتعلق بدير الزور ومواقع أخرى.
وقال يوكيا، في كلمته أمام حكام الوكالة الـ 35، «نتيجة لذلك لم تتمكن الوكالة من إحراز تقدم، نحو حل القضايا المعلقة الخاصة بتلك المواقع».
وفي المقابل، قال يوكيا، في تقرير الشهر الماضي، إن سوريا لا تسمح لمفتشي الوكالة بزيارة عدد من المواقع المشتبه بها، وإنها قدمت معلومات شحيحة أو غير متسقة عن الأنشطة النووية.
وتريد الوكالة إعادة فحص موقع دير الزور، لتأخذ عيّنات مباشرة من الأنقاض التي أزيلت، عقب الضربة الجوية التي قامت بها إسرائيل للموقع في عام 2007. كما تسعى للوصول إلى موقعين سوريين آخرين.
وكانت دمشق قد وافقت على زيارة مفتشي وكالة الطاقة عام 2008، لكنها لم تقبل بعودتهم في ما بعد. فقد أعلنت دمشق لاحقاً أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تحتاج إلى العودة إلى دير الزور، لأن لديها، بالفعل، دليلاً على أنه موقع عسكري غير نووي. كما قالت إن جزيئات اليورانيوم التي عثر عليها في الموقع مصدرها أسلحة إسرائيلية، أو أنها أسقطت جواً، وهو ما نفاه الغرب.
وفي ما يتعلق بإيران، رحّب المدير العام لوكالة الطاقة باستئناف المفاوضات بين طهران والدول الست الكبرى (مجموعة 5+1)، المقرر في السادس والسابع من كانون الأول في جنيف، بعد انقطاع دام أكثر من سنة.
وفي المقابل، اشتكى يوكيا من عدم تعاون إيران مع مفتشي وكالة الطاقة. وقال «تحتاج الوكالة الى تعاون إيران في توضيح القضايا العالقة، التي تزيد بواعث القلق بشأن الأبعاد العسكرية المحتملة لبرنامجها النووي، بما في ذلك تسهيل الوصول الى جميع المواقع والمعدات والأشخاص والوثائق التي تطلبها الوكالة».
وفي تقريره الأول بشأن إيران في شباط الماضي، قال يوكيا إن الوكالة تخشى من أن تكون طهران تسعى إلى تطوير صاروخ يحمل رأساً نووية.
وفي أحدث تقرير له عن إيران يبحث في اجتماع مغلق لمجلس المحافظين، أكد يوكيا أن طهران لا تبدي التعاون اللازم حتى يتسنى لوكالة الطاقة التأكد من أن جميع أنشطتها النووية سلمية.
وفي السياق، قال مبعوث ألمانيا لدى الوكالة، لوديغر لوديكينغ، إن محادثات جنيف التي تريد القوى الغربية أن تركز خلالها على برنامج إيران النووي، توفر «فرصة لمفاوضات جادة وجوهرية»، وقد تشمل أيضاً موضوعات أخرى ذات اهتمام مشترك. وأضاف «هذه فرصة يجب ألا تفوّتها إيران».
وقال لوديكينغ إن رفض طهران الرد على التساؤلات بشأن برنامجها النووي، وتنفيذ مطالب مجلس الأمن الدولي والوكالة التابعة للأمم المتحدة «تعزز الشكوك المستمرة بشأن البرنامج النووي الإيراني».
وفي ما يتعلق بتطورات البرنامج النووي الكوري الشمالي، قال يوكيا «تبلغت بقلق كبير التقارير الأخيرة بشأن موقع جديد لتخصيب اليورانيوم، وبناء مفاعل جديد يعمل بالماء الخفيفة في كوريا الشمالية». وأضاف «للأسف الشديد، فإن وكالة الطاقة لم ترسل أي مفتش الى كوريا الشمالية منذ نيسان من العام الماضي، ولم تسمح كوريا الشمالية للوكالة بتطبيق الضوابط الأمنية (النووية) هناك منذ كانون الأول 2002».
(أ ف ب، رويترز)