لم تقف الانتقادات «العمّالية» لإيهود باراك على الكلام النظري، بل انتقلت إلى الفعل العملي، مع بدء تمهيد الطريق لوصول خليفة باراك، غابي أشكينازي، إلى زعامة الحزب
علي حيدر
كما هي الحال في الساحة السياسية الإسرائيلية، التي تُطوَّع فيها القوانين لمصالح حزبية وسياسية، لم يكتف الداعون إلى إسقاط وزير الدفاع إيهود باراك، عن رئاسة حزب «العمل»، بإطلاق المواقف النظرية التي عبّروا فيها عن موقفهم منه، بل انتقلوا سريعاً إلى العمل على تذليل العقبات القانونية التي تحول دون ترشّح خليفته المحتمل، رئيس أركان الجيش غابي أشكنازي، للكنيست وتولي مناصب وزارية.
وبدأ معارضو باراك من داخل الحزب وخارجه، تعبيد الطريق أمام خليفته المحتمل غابي أشكنازي، عبر السعي إلى تعديل فترة الانتظار، التي يفرضها ما يسمى «قانون التبريد» الحالي، من ثلاث سنوات إلى سنة ونصف، الأمر الذي سيسمح بالتسريع في إسقاط باراك من منصبه.
وبحسب القانون الحالي، يمنع على ضباط الجيش برتبة لواء، فضلاً عن رئيس أركانه وما يوازيها من رتب لدى الشرطة والشاباك والموساد، من الترشح للكنيست أو تولي مناصب وزارية، إلا بعد مضي ثلاث سنوات على انتهاء الخدمة، الأمر الذي يحول دون تمكن أشكنازي من الترشح للكنيست أو تولي مناصب وزارية، ولو جرت الانتخابات العامة في موعدها الرسمي في تشرين الثاني عام 2013، ولم يُقدَّم موعدها كما هو متوقع.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن نحو 30 عضو كنيست، على الأقل، من الائتلاف الحكومي والمعارضة، يؤيدون تقصير «فترة الانتظار» التي يفرضها القانون الحالي، إلى سنة ونصف. واختصاراً للوقت والإجراءات، أعلن المبادران لمشروع القانون الجديد، عضوا الكنيست يوئيل حسون من حزب «كديما» وإيتان كابل من حزب «العمل»، أنها يعتزمان إمرار القانون من خلال «مسار تشريع سريع»، ما يعني أن الكنيست سيصوِّت عليه بالقراءة التمهيدية خلال أسبوعين بدلاً من شهرين.
وكما هو متوقع، لفتت «يديعوت أحرونوت» إلى أن هذه المبادرة القانونية من شأنها أن تثير قلق باراك. ويرى معارضو باراك أن الشخص الأكثر شعبية الذي قد يساعد «العمل» على النهوض من جديد، هو خصمه اللدود غابي أشكينازي، إذ تتسم العلاقة بينهما بالتوتر الشديد بعد الأسلوب المهين الذي اعتمده باراك في تعيين خليفة له، يوآف غالانت.
وفي تعبير عن حالة الاستياء التي تجتاح حزب «العمل»، اتهم أحد كبار النشطاء الميدانيين، يوسف شريكي، باراك بأنه «دمر الحزب»، داعياً إياه إلى الذهاب والتنحي عن قيادته.
وبالرغم من أنه من أشد المقربين من باراك، ورافقه في مسيرته السياسية منذ دخوله المعترك السياسي، رأى شريكي أن «كل الأخطاء الممكنة قد ارتُكبت في حزب العمل»، مشيراً إلى أنه «لم يعد حزباً». واتهم باراك بأنه «منفصل عن الواقع... وبقي راعياً من دون رعية».