حسم بالتراضي في أربيل وبمن حضر في البرلمان إيلي شلهوب
شهدت الأيام الثلاثة الماضية سلسلة اجتماعات، مثّلت «العراقيّة» القاسم المشترك في ما بينها، على محور عمان ــ دمشق ــ بغداد، يفترض أن تظهر ثمارها اليوم. في العاصمة الأردنية، وافق قادة «العراقية» السبت، من حيث المبدأ، على صيغة لتوزيع الحصص في مقابل انضمامهم إلى حكومة برئاسة المالكي. في عاصمة الرشيد، توصلت الكتلة نفسها ليل السبت الأحد في خلال اللقاءات التحضيرية لاجتماعات أربيل مع التحالف الوطني والتحالف الكردستاني، إلى «اتفاق لتقاسم السلطة». أما في عاصمة الأمويين، التي زارها موفدون من «العراقية» مساء أمس، فقد ناقش الوفد العراقي مع القيادة السورية «الضامن الأساس لحقوق السنّة في العراق»، بحسب الاتفاق الإيراني السوري التركي، الصيغة المقترحة.
وتقول مصادر من شركاء السر في مفاوضات تأليف الحكومة العراقية إن المحادثات تجرى على قدم وساق مع قيادات الكتلة «العراقية»، وليس بينها إياد علاوي، في أكثر من عاصمة معنية، للتوصل إلى صيغة تسوية، مشيرة إلى أن «الأمور بلغت حداً بدأ فيه المعنيون مناقشة تفاصيل التفاصيل، من مثل توزيع المناصب والحقائب».
وكشفت أوساط نوري المالكي عن التوصل إلى اتفاق شبه نهائي مع «العراقية» تضمّن التجديد لرئيس الوزراء الحالي.
وأوضحت أن «العراقية» ستحصل، بموجب هذا الاتفاق، على رئاسة المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية لعلاوي، ورئاسة البرلمان لأسامة النجيفي، ووزارة الخارجية لصالح المطلق، على أن يتولى رافع العيساوي منصب نائب رئيس الحكومة ويبقى طارق الهاشمي في منصبه نائباً لرئيس الجمهورية.
وتتحدث مصادر قيادية في «التحالف الوطني» عن «مشكلتين تكبحان إعلان الاتفاق مع العراقية: الأولى، اختلاف في الرأي داخل العراقية نفسها. أما الثانية، فضغوط تتعرض لها تلك القائمة، وخصوصاً من السعودية، التي يبدو أنها تعمل على كسب الوقت، وهو ما يفسر دعوة القادة العراقيين إلى الرياض بعد عيد الأضحى، لا خلال فترة الحج أو حتى قبلها».
مصادر قيادية في حزب «الدعوة» تؤكد أن «المالكي لن يسمح بالتأجيل. أصلاً لم يكن هناك داع لتأجيل جلسة البرلمان من الاثنين إلى الخميس، كان يمكن إرضاء (مسعود) البرزاني من دونه»، في إشارة إلى اعتبار رئيس إقليم كردستان الدعوة إلى عقد جلسة برلمانية الاثنين ضربة لمبادرته من أجل حل الأزمة السياسية العراقية. وتضيف «مسعود لم يكن مصراً على هذه النقطة. الكتلة العراقية هي التي طلبت التأجيل تحت عنوان أنها تعمل على لملمة الوضع داخلها». وتابعت المصادر نفسها إن «الطالباني هو الذي يقف خلف التأجيل يومين. هو من أراد مغازلة السعودية. الطالباني لا يريد أن يكون سلبياً. لا يريد أن يظهر وكأن الأكراد يتصرفون بسلبية. أراد بيع السعوديين موقفاً وقد فعل. أصلاً الأكراد لا يهتمون كثيراً بخواتيم هذه المفاوضات. حصتهم مضمونة، بإجماع الكل عليها».
وكانت الكتلة «العراقية» قد أعلنت مقاطعتها لجلسة الاثنين. وأعلن رئيس السن للبرلمان العراقي فؤاد معصوم أول من أمس إرجاء هذه الجلسة حتى يوم الخميس المقبل.
ويشارك وفد من «العراقية»، التي كررت أكثر من مرة خلال الأيام الماضية تمسكها برئاسة الجمهورية، بقيادة أسامة النجيفي في التحضير لاجتماعات أربيل اليوم.
المتحدث باسم المالكي، علي الدباغ، أعلن رسمياً أمس التوصل إلى اتفاق «تقاسم سلطة»، خلال اجتماعات التحضير ليل السبت الأحد للقاء أربيل، «بين التحالف الوطني والتحالف الكردستاني، والقائمة العراقية لم تعط حتى الآن موافقتها (النهائية)»، مشيراً إلى أن المالكي سيحضر جلسة البرلمان الخميس «مع باقي قادة الكتل السياسية للإعلان رسمياً عن دعمها للاتفاق».
وأوضح أن الاتفاق يقضي بالتجديد للمالكي والطالباني، على أن تتولى القائمة العراقية رئاسة البرلمان.
وتركزت أبرز الخلافات في اجتماعات الكتل تلك بين تكتل «العراقيّة» و«التحالف الوطني»؛ الأول يريد توسيع صلاحيات مجلس الأمن الوطني للسياسات الاستراتيجية، بما يمكنه من إصدار قرارات يحيلها إلى الحكومة لتنفيذها، فيما يريد الثاني إبقاء صلاحيات المجلس كما هي وحصر مهماتها بإعطاء المشورة والتوصيات للحكومة، فضلاً عن مروحة أخرى من المشاكل تبدأ بتوزيع المناصب والحصص الوظيفية ولا تنتهي بالبعثات العراقية في الخارج.
يأتي ذلك في وقت نال فيه المالكي دعماً رسمياً جديداً من «تحالف الوسط» (12 نائباً) الذي يضم ائتلاف وحدة العراق (جواد البولاني) وجبهة التوافق، للتجديد له في رئاسة الحكومة.
كلها تطورات واكبها وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، الذي وصل فجأة صباح أمس إلى أربيل، حيث التقى البرزاني، قبل أن ينتقل إلى بغداد ليجتمع بالمالكي. وأفصح داوود أوغلو، قبيل اجتماعه مع البرزاني ورئيس حكومته برهم صالح، عن أن زيارته «تهدف إلى مناقشة وتقديم استشارة لأربيل وبغداد في مسألة تأليف الحكومة». وكان البرزاني قد تلقى، ليل السبت ـــــ الأحد، اتصالين هاتفيين من كل من نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن وداوود أوغلو.
ويجري مجلس الأمن الدولي غداً الثلاثاء مناقشة للوضع العراقي، بطلب من فرنسا، فيما أعلن وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل أن الرياض لن تقوم بأي خطوات عملية باتجاه تفعيل مبادرتها الخاصة بالعراق، وذلك بانتظار المشاورات الجارية حالياً بين الكتل العراقية لتأليف الحكومة.

المبادرة السعودية

وتقول أوساط نوري المالكي إن الرياض أوفدت خلال الأسبوع الماضي عدداً من الوسطاء إلى رئيس الحكومة العراقية تطلب منه من خلالهم «عدم عرقلة المبادرة السعودية، فهي في مصلحتك. نتمنى أن تحلوا المشكلة بينكم (كعراقيين). لا نريد تعقيد الموضوع ونرجو ألا تحرجونا أكثر من ذلك. ليس من مصلحة السعودية أن تنتهي الأمور بالشكل الذي آلت إليه. نحن مستعدون للتعاون».
وأوضحت المصادر نفسها أن «السعوديين يريدون، على ما يبدو، تطبيع العلاقات. يريدون أن يُعطَوا فرصة القول: لقد اجتمعنا وبحثنا الأمور العالقة بيننا واكتشفنا أن الكثير من التصورات التي كانت لدينا غير صحيحة، وها هم العراقيون قد اتفقوا، ولا مشكلة لدينا في ذلك والمالكي أخ وما إلى ذلك من أمور».

أوباما

وكانت الولايات المتحدة قد دخلت على أعلى مستوياتها على خط أربيل ـــــ بغداد، في محاولة لضمان حصة معتبرة لإياد علاوي، من دون الأخذ بالاعتبار مصالح كتلته «العراقية» ولا رغبات أركانها، وذلك استعداداً لجولة المحادثات التي ستجريها الكتل البرلمانية اليوم وغداً في عاصمة مسعود البرزاني.
تدخّل تمثل باتصالين أجراهما الرئيس الأميركي باراك أوباما الخميس بكل من البرزاني والطالباني. وتقاطعت المصادر على أن أوباما طلب منهما التخلي عن رئاسة الجمهورية لمصلحة علاوي، الذي بدأ الخميس من عمّان جولة إقليمية لم تكشف محطاتها.

أوباما طلب من البرزاني والطالباني التخلي عن رئاسة الجمهورية لمصلحة علاوي
مصادر قريبة من التحالف الكردستاني تقول إن جواب البرزاني والطالباني لأوباما كان عبارة عن «أننا سندرس الأمر»، بحجة أن «قراراً كهذا لا يمكننا اتخاذه منفردين وإنما يتعلق بالبرلمان الإقليمي لكردستان».
في المقابل، قالت مصادر من «التحالف الوطني» وأخرى من أوساط المالكي إن الطالباني أبلغ الطرفين باتصال أوباما، مشيراً إلى أن الرد كان بأن «موضوعاً كهذا ليس شخصياً وإنما له أبعاد قومية تتعلق بالأكراد الذين لن يتخلوا عن هذا المنصب الذي يعتبرونه من حقوقهم التي ضحّوا كثيراً من أجل نيلها. وأنه في حال عدم تقدم الطالباني بترشيحه لمنصب الرئاسة، فإن الأطراف الكردية الأخرى سترشح أحد أفرادها».
واستغربت المصادر «هذا التمسك والوفاء الأميركي لشخص إياد علاوي، من دون إعارة أي اهتمام للأطراف الأخرى (السنية) التي تتحكم هي بالأرض وهي التي جعلته، ولا تزال، رئيساً لثاني أكبر الكتل البرلمانية»، مشيرة إلى أن الأميركيين يتصرفون «كأن الأكراد وافقوا على الطلب، يبدو أنهم رأوا في جواب الطالباني والبرزاني حول الاستعداد لدرس الموضوع مؤشراً على موافقة
كردية».
وكان الطالباني قد عقد في بغداد مساء السبت اجتماعاً ضمه إلى المالكي ورئيس الحكومة السابق إبراهيم الجعفري.
وفي حديث له مع طلبة هنود في مدينة مومباي أمس، رأى أوباما أن «العراق يأخذ وقتاً أطول من اللازم في تأليف حكومة»، واصفاً هذا الأمر بأنه «يبعث على الإحباط لنا وللشعب العراقي».


تعاون نفطي عراقي سعودي وقال جهاد وممثل الشركة السعودية علي ماهر إن العرض يقترح إشراك ميتسوبيشي اليابانية وأو.تي.في المجرية التي شاركت في بناء الأنبوب الأصلي بطول 626 كيلومتراً. وقال جهاد إن العراق يرحب بالتعاون مع السعودية في قطاع النفط لتقوية العلاقات الثنائية وإن العرض قيد البحث. وبدأ العراق عضو منظمة أوبك تصدير النفط عبر الأنبوب بطاقة 1.7 مليون برميل يومياً في عام 1989، لكن السعودية أغلقته بعد ذلك بعام عقب اندلاع حرب الخليج. وظل مغلقاً منذ ذلك الحين. وقال جهاد إن وزارة النفط العراقية، التي يتولاها حسين الشهرستاني (الصورة)، مهتمة بإيجاد منافذ تصدير جديدة تماشياً مع الزيادة المتوقعة في الإنتاج بعد توقيع 11 صفقة مع شركات أجنبية. وأضاف إن الشركات التي تطور حقول النفط العراقية ستزيد الإنتاج زيادة ملموسة في الأعوام المقبلة ويتطلب ذلك إعداد مزيد من منافذ تصدير النفط.
(رويترز)