strong>مرةً أخرى كان حي العيسوية في القدس المحتلة على موعد مع صدامات جديدة، بعدما لم يكن للسكان سوى التظاهر لرفض الضغوط الإسرائيلية
اندلعت صدامات جديدة، أمس، في حي العيسوية في القدس المحتلة بين متظاهرين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية، التي كانت قد بدأت متفرقة قبل يومين إثر قرار السلطات الإسرائيلية قطع الطرقات المؤدية إلى الحي بسبب تعرض طلاب إسرائيليين، تاهوا فيه يوم الجمعة الماضي، للرشق بالحجارة.
وأطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين الذين حاولوا قطع الطرق إلى الحي الواقع على السفح الشرقي لجبل المشارف. وقال المتحدث باسم الشرطة، ميكي روزنفلد، «اعتقلنا الليلة الماضية سبعة أشخاص ضالعين في اضطرابات اليومين الأخيرين»، مضيفاً «جميعهم شاركوا مباشرةً في رشق الحجارة على الشرطيين وحرس الحدود الذين كانوا يقومون بدوريات في الموقع».
ووضع أفراد الشرطة وحرس الحدود مكعّبات إسمنتية في ثلاثة صفوف متعاكسة عند المدخل الرئيسي للحي، وأقيم حاجز للشرطة ولحرس الحدود هناك. كذلك استبدلت الشرطة إشارة المرور بواحدة جديدة تقول إن «مدخل القرية من دون مخرج»، بعدما أغلقت جميع مداخلها بسواتر ترابية وسياج.
وفي السياق، قال مختار القرية محمد محمود إن «هذه الإجراءات هي بمثابة عقاب جماعي لأهل القرية وانتقام». وأضاف «جاء موظفو البلدية وأفراد الشرطة اليوم (أمس) لهدم إسطبل للخيول، وحظيرة للأغنام، ولاقتلاع أشجار زيتون وحمضيات على مساحة 8 دونمات، بعد إعطائنا إنذاراً يوم أول من أمس، زاعمين أنها أرض للبلدية».
وتابع المختار «تصدى لهم الشبان، وعندها أمهلونا حتى الأحد لتسوية الموضوع مع البلدية وإلا فسيعودون للهدم»، مؤكداً «جهزنا كل كواشين (سندات) الملكية وتوجهنا إلى البلدية، فالأرض ملكٌ لأهل القرية. ولقد أرسلوا خلال اليومين الماضيين رجال ضريبة الدخل وضريبة الأرنونة (المساحة) والتأمين، والتلفزيون، وشرطة السير، وكل من يجبي النقود في دولة إسرائيل، وقاموا بجباية أكثر من نصف مليون شيكل (نحو 140 ألف دولار) من أهل البلد، إما نقداً أو بالتقسيط».
وأضاف المختار «منعت شرطة السير نحو 40 سيارة من السير على الشارع لأنها لا تستوفي الشروط بحجج شتى، حتى سيارة موديل 2010 منعوها من السير لأن عليها غباراً». وتابع «قال لي ضابط الشرطة: ما دامت العيسوية فيها مشاكل فستبقى مغلقة، وعندما تستطيع سيارة الشرطة السير بحرية في العيسوية، مثلما تسير في الأحياء اليهودية، ومن دون رشق حجارة، فسنفتح لكم الطريق»، مشيراً إلى أنه «صدرت بحق نحو 65 بيتاً أوامر هدم في القرية، يشعر أصحابها الآن بالتهديد مع هذه الهجمة».
من جهته، قال المواطن محمد موسى درباس، وهو ينتظر في طابور سيارات أمام الحاجز عند مدخل القرية، إنهم «ينتقمون منا ويضيّقون علينا الخناق لنرحل». وأضاف «خالفوني مرتين لبناء بيتي من دون ترخيص، وفرضوا علي غرامة 330 ألف شيكل (نحو تسعين ألف دولار) قسّطوها على مئة شهر. دفعت القسط السبعين وعليّ ضرائب قديمة منذ 15 عاماً صارت الآن نحو 280 ألف دولار. ليس معي نقود. ليفعلوا ما يشاؤون». وتابع درباس «يريدون ترحيل الناس بالضغط عليهم من جميع النواحي»، مشيراً إلى أن «الإسرائيليين يتحدثون عن ربط البلدة مع عناتا في الضفة، وتحويل مدخلها إلى معبر عناتا العسكري.
(أ ف ب)