strong>مَن يراقب التهانئ التي انهالت على حكام بغداد على خلفية «اتفاقهم» على تقاسم السلطة، يظنّ أنّ عواصم العالم لم تشاهد ما حصل في قاعة البرلمان العراقي من تعثُّر لاتفاق كاد يموت قبل أن يولَد، ومصيره غير مضمونوحدها الدول الإقليمية الرئيسية في صناعة القرار العراقي، غابت عن «حفلة التهانئ» التي وردت لمكاتب حكام بغداد، أمس. لا طهران ولا أنقرة ولا دمشق ولا الرياض عبّرت عن أي ردة فعل. في المقابل، سارعت معظم عواصم الغرب إلى تحرير شهادات حسن سلوك للعراقيين الذين «ترجموا لحظة مهمة في العملية الديموقراطية العراقية».
وأول المسرورين كان الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي قال من سيول، حيث يشارك في قمة «مجموعة العشرين»، إن اتفاق تقاسم السلطة في بغداد «محطة مهمة» جديدة في تاريخ هذا البلد، مطمئناً إلى أن الحكومة التي ستؤلَّف ستكون «ذات صفة تمثيلية تضم الجميع وتعكس إرادة الشعب العراقي». وشدد على أن الاتفاق يثبت أن «الرغبة في السلام أقوى من الذين يريدون للعراق أن يغرق في أعمال العنف الطائفية». ولم يعلّق أوباما على ما حصل من انسحاب لنواب من القائمة «العراقية» احتجاجاً على ما رأوا أنه «خرق للاتفاق» الموقّع معهم برعاية دولية وإقليمية بينها أميركية.
كذلك رحّبت وزارة الخارجية الروسية بالاتفاق، واصفة قرار مجلس البرلمان إعادة انتخاب جلال الطالباني رئيساً لولاية ثانية بـ «الخطوة الإيجابية».
ونقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن وزارة الخارجية قولها في بيان: «تلقت موسكو بارتياح القرارات المتخذة في بغداد، واصفة إياها بأنها خطوة إيجابية كبيرة على طريق تأليف كامل هياكل السلطات القيادية في العراق وفق ما ينص عليه الدستور».
وأضاف البيان: «نرى، بغض النظر عن الصعوبات التي لا تزال قائمة، أنّ من المهم تأليف حكومة بأسرع وقت تضم ممثلي القوى السياسية الرئيسية والطوائف الدينية والعرقية، وتضمن مشاركتهم الحقيقية في إدارة البلاد».
وعبّرت موسكو عن اقتناعها بأن «مثل هذه النتيجة ستُسهم في استقرار الوضع في العراق، وسحب البساط من تحت أقدام الإرهابيين، وإعادة الحياة الطبيعة إلى العراق، وتعزيز السيادة الحقيقية ووحدة أراضي الدولة العراقية».
وفي السياق، رحّب الاتحاد الأوروبي بما حصل في عاصمة الرشيد أول من أمس، وذلك على لسان مسؤولة الأمن والعلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون التي أصدرت بياناً رأت فيه أن انتخاب أسامة النجيفي والطالباني وتكليف نوري المالكي «لحظة مهمة في العملية الديموقراطية العراقية». ودعت القادة العراقيين إلى «العمل معاً بنحو بناء وبتصميم ومرونة لتأليف حكومة تمثل حاجات كلّ الشعب وطموحاته». ولم تنسَ آشتون إدانة الهجمات الأخيرة التي استهدفت مسيحيي العراق.
وفي لندن، رأى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن تقاسم السلطة المبرم هو «خطوة هامة إلى الأمام»، شأنه شأن وزارة الخارجية الفرنسية التي أعربت عن إعجابها «بحس المسؤولية لدى القادة العراقيين».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)