لم يؤدّ اجتماع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى اتخاذ أي قرار يسعف المفاوضات المتوقفة، باستثناء الالتزام بأمن إسرائيل
واشنطن ــ محمد سعيد
اكتفت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، في ختام محادثاتها مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في نيويورك ليل أول من أمس، بإصدار بيان جددت فيه «التزام الولايات المتحدة الراسخ بأمن إسرائيل والسلام في المنطقة»، مشيرة إلى أن «متطلباتها الأمنية ستؤخذ في الاعتبار كاملاً» في أي اتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين.
ولم يشر البيان مباشرة إلى مسألة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس المحتلة، لكنه أوضح أن الجانبين اتفقا على «التعاون لخلق الظروف المناسبة لاستئناف المفاوضات المباشرة وأهمية استمرارها». وأضاف أن نتنياهو وكلينتون «اتفقا على أهمية مواصلة المفاوضات المباشرة لتحقيق أهدافنا».
ودام اجتماع كلينتون ـــــ نتنياهو أكثر من سبع ساعات، رغم أنه كان من المقرر أن لا يتجاوز الساعتين، الأمر الذي دفع إلى الاعتقاد أن المحادثات بينهما لم تحرز تقدماً، وأن نتنياهو اتخذ موقفاً متصلباً تجاه الطلبات الأميركية الخاصة باستئناف المفاوضات المباشرة. ولم يعقد الاثنان مؤتمراً صحافياً مشتركاً، واكتفيا بإصدار بيان مشترك.
وذكر البيان أن المحادثات بين كلينتون ونتنياهو التي تناولت «على نحو ودي ومثمر وجهات نظر الجانبين»، تركزت على «خلق الظروف المواتية لاستئناف المفاوضات المباشرة التي تهدف إلى تحقيق حل الدولتين، وسيعمل الجانبان في الأيام المقبلة بنحو وثيق لتحقيق هذا الأمر».
وجددت كلينتون التأكيد أن الولايات المتحدة تعتقد أنه من خلال المفاوضات الشاملة والصادقة، يمكن الجانبين أن يتفقا على النتيجة التي تنهي النزاع وتحقق الهدف الفلسطيني بإقامة دولة مستقلة قابلة للحياة على حدود عام 1967، مع الاتفاق على تبادل الأراضي، والهدف الإسرائيلي بدولة يهودية «ذات حدود آمنة ومعترف بها تعكس التطورات اللاحقة وتحقق المتطلبات الأمنية الإسرائيلية». وقال البيان إن «تلك الحاجات ستؤخذ في الاعتبار أخذاً كاملاً في أي اتفاق سلام مستقبلي»، مضيفاً أن «أي دولة فلسطينية في المستقبل يجب أن تقام على أساس حدودها في عام 1967 مع مقايضات يتفق عليها للأرض، وهو ما يبقي احتمال احتفاظ إسرائيل ببعض الأراضي في الضفة الغربية المحتلة، في مقابل إعطاء الفلسطينيين أرضاً إسرائيلية».
في السياق، أعلنت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن نتنياهو سيجمع وزراءه السبعة الرئيسيين مساء اليوم، لإطلاعهم على المحادثات التي أجراها في الولايات المتحدة.
من جهة أخرى، قال مصدر في بعثة فلسطين المراقبة في الأمم المتحدة إن السلطة الفلسطينية «دعت المجموعة العربية في المنظمة الدولية في نيويورك، في إطار تنسيق الموقف والتحرك العربي المشترك، إلى عقد اجتماع خاص لبحث الخطوات المقبلة لمواجهة الممارسات الإسرائيلية الأخيرة، وتحديداً المستوطنات الإسرائيلية».
إلى ذلك، أدانت وزارة الخارجية التركية بشدة قرار إسرائيل المتعلق بإنشاء 1300 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية المحتلة.