مثّّل لقاء دمشق بين حركتي «فتح» و«حماس» انتكاسة في مسار المصالحة الفلسطينة، ولا سيما لجهة إعادة فتح ملفات كان قد سبق الاتفاق عليها، وعودة التراشق بالتهم إلى سابق عهده بدا واضحاً أن ما بعد لقاء «حماس» و«فتح» في دمشق ليس كما قبله. فمعالم الانتكاسة واضحة بما يثير الكثير من التشكّك في شأن إمكان عقد اجتماع جديد بعد عيد الأضحى.
وكشفت صحيفة «الأهرام» المصرية، أمس، أن محادثات دمشق الأخيرة انتهت إلى ظهور خلاف بين الطرفين على البند الخاص بتأليف محكمة الانتخابات. لكنّ عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، محمد نزال، ذكر أن التصريحات الإيجابية التي عكسها لقاء المصالحة تعود إلى حرص الطرفين على أن تكون البيئة المحيطة بالحوار إيجابية لا سلبية.
وقال نزال لموقع «شام برس» السوري، «المؤسف أننا فوجئنا، بعد ساعات من انتهاء الحوار، بهجوم شنّه (رئيس السلطة الفلسطينية) محمود عباس على حركة حماس وعلى قوى الممانعة والمقاومة في المنطقة، والمتمثلة بسوريا وإيران وحزب الله. ولم يقتصر ذلك على الرئيس عباس، بل خرج رئيس وفد فتح (إلى دمشق) عزام الأحمد بتصريحات مؤسفة عكست أجواءً سلبية، وطرحت علامات استفهام بشأن هذا الحوار لدى الرأي العام، وتساؤلات بشأن مستقبل الحوار والمصالحة التي يفترض أن تعقد بعد العيد».
أما الأحمد، فحمّل من جهته حركة «حماس» مسؤولية التأخير في التوصل إلى اتفاق بين الطرفين يؤدي إلى توقيع الورقة المصرية، كاشفاً عن أن مفاوضي الحركة الإسلامية طالبوا بإضافة ملحق إلى الورقة، إلا أن فتح رفضت ذلك.
وقال الأحمد، خلال مهرجان خطابي أقامته حركة فتح في مخيم اليرموك قرب دمشق للمرة الأولى في الذكرى السادسة لرحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وغاب عنه ممثّلو حركة حماس والجهاد الإسلامي، إنه «صدم» خلال الجلستين، الأسبوع الماضي في دمشق، بأنه ليس لحماس ملاحظات وهي غير جاهزة لمناقشة «تلك الملاحظات على الملف الأمني التي وردت في الورقة المصرية التي اتُّفق عليها في شباط عام 2009».
وأضاف أن حماس أوضحت خلال جلستي المباحثات، التي قال إنها امتدت لأكثر من ثماني ساعات، أن «لديها نقطة واحدة فقط في الملف الأمني»، وطالب ممثّلوها بـ«إضافة كلمة «توافق» التي هي موجودة بالفعل في الورقة المصرية، وفقاً لما طلبته حماس نفسها.. (ثم) أعادوا طلب إضافة ملحق أو مرفق أو مرجعية، إلا أن وفد حركة فتح رفض تلك الاقتراحات».
في غضون ذلك، نقلت صحيفة «الأهرام» المصرية عن «مصادر فلسطينية مطّلعة على أسرار لقاء المصالحة» قولها إن لقاء دمشق أعاد مناقشة القضايا الخاصة بالانتخابات رغم حسمها في اجتماع أيلول الماضي، وانتهى إلى ظهور خلاف بين الطرفين على البند الخاص بتأليف محكمة الانتخابات.
(الأخبار، معا، سما، يو بي آي)