باتت صفقة التجميد الأميركية على مشارف الإقرار، بانتظار اتفاق نهائي على المناطق المشمولة بوقف الاستيطان، بعد بروز موقف أميركي لإرضاء الفلسطينيين يطلب ضمّ القدس إلى الصفقة

مع إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرب الاتفاق مع الولايات المتحدة على صفقة تجميد الاستيطان لثلاثة أشهر في الضفة الغربية، ظهر موقف أميركي في الصحف الإسرائيلية يطلب شمول القدس بالتجميد، وذلك بالتوزاي مع موقف فلسطيني مماثل.
ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله إن الولايات المتحدة ستطالب نتنياهو، بالامتناع عن البناء الاستيطاني في القدس المحتلة، والامتناع عن هدم منازل الفلسطينيين فيها خلال فترة التجميد المقترحة. وأضاف إنّ «نتنياهو لم يقل الحقيقة لـ«شاس» بشأن السياسة الأميركية تجاه القدس المحتلة»، موضحاً أنه «خلافاً لما يقوله نتنياهو لشاس، فإنه في حال تنفيذ الصفقة فإن الإدارة الأميركية تنوي مواصلة الضغوط على إسرائيل للحفاظ على الهدوء في القدس المحتلة خلال فترة الـ 90 يوماً من التجميد».
وقال المسؤول نفسه إن «الرئيس الأميركي باراك أوباما بعث برسالة شفهية في نيسان الماضي إلى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، تضمنت أن الولايات المتحدة تأمل من الطرفين أن يتجنبا القيام بما يمكن أن يمس بالثقة، بما في ذلك القدس المحتلة. وأن أوباما أوضح في الرسالة نفسها أن الولايات المتحدة سترد بواسطة خطوات وعمليات وتغييرات في السياسة على أي استفزاز يحصل خلال المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية».
غير أن مكتب رئاسة الحكومة الإسرائيلية ردّ على التصريحات الأميركية بالتأكيد على أنه «لا يوجد التزام أميركي في شأن القدس، وأن إسرائيل أوضحت أنه لن يكون هناك أي تجميد للبناء فيها، وأن هذا الموقف الإسرائيلي قاطع: موضوع القدس لم يناقش في نيويورك، والقدس خارج النقاش، والبناء فيها سوف يتواصل كما كان عليه».
في هذا الوقت، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن أمله في أن تنتهي قريباً الاتصالات مع الإدارة الأميركية بشأن الحوافز في مقابل استئناف تجميد البناء في المستوطنات ليتسنى له عرض وثيقة التفاهمات على المجلس الوزاري المصغر.
ورأى أن الاتفاق الذي هو قيد الصياغة ممتاز من وجهة النظر الإسرائيلية.
بدوره، أعرب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، خلال استقباله نائب رئيس الوزراء الروسي فيكتور زوبكوف في القدس المحتلة أمس، عن أمله في التوصل إلى اتفاق أميركي إسرائيلي على تجميد الاستيطان خلال يومين.
ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن بيريز قوله إنه «ينبغي الخوض خلال المحادثات في قضايا ترسيم الحدود والأمن، وهما قضيتان معقدتان أصلاً».
وفي سياق الاقتراح الأميركي، حذر الوزير الإسرائيلي ميخائيل ايتان، من حزب «الليكود»، من عواقب عدم تصديق إسرائيل على الاقتراح الأميركي. وقال إنه «توجد عيوب في الاتفاق الجارية بلورته مع واشنطن، لكنه يتضمن حسنات كثيرة أيضاً، وبديل التصديق عليه قد يكون الصدام مع الولايات المتحدة والعالم كله».
أما نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، موشيه يعلون، فهاجم نتنياهو على خلفية الاقتراح الأميركي. ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني عن مصادر في حزب «الليكود» قولها إن العلاقات بين الاثنين «على شفا الانفجار»، وأضافت إن يعلون قال في محادثات مع وزراء إسرائيليين إن «بيبي (أي نتنياهو) سقط في أسر إيهود»، في إشارة إلى وزير الدفاع ايهود باراك، الذي عبّر عن تأييده الشديد للاقتراح الأميركي، وخصوصاً على ضوء أن إسرائيل ستحصل على 20 طائرة مقاتلة من طراز «أف ـــــ 35» في مقابل التجميد لثلاثة شهور.
فلسطينياً، أعلن المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، بعد لقاء الرئيس محمود عبّاس والموفد الأميركي ديفيد هيل، أن «الجانب الفلسطيني لا يزال بانتظار الموقف الأميركي الرسمي النهائي». وأوضح أن الاجتماع تناول «الأفكار والطروحات الأميركية، وقُدمت العديد من الاستفسارات الفلسطينية إلى المبعوث الأميركي، والمشاورات مستمرة وستتواصل بين الجانبين الفلسطيني والأميركي».
وقال رئيس دائرة المفاوضات صائب عريقات، من جهته، إن السلطة تطلب «وقف الاستيطان في جميع الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس الشرقية». وأضاف «يعرف الإسرائيليون موقفنا أن مفتاح المفاوضات بيد نتنياهو. نأمل أن يوقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية لاستئناف المفاوضات فوراً».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)