strong>علي حيدر أطلق العرض الأميركي بتقديم مكافآت سياسية وأمنية لإسرائيل في مقابل مواصلة تجميد البناء الاستيطاني لمدة ثلاثة أشهر، حراكاً سياسياً داخلياً في تل أبيب ودفع بمعارضي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، من داخل حزبه، الى التضامن مع الاحتجاجات التي أطلقها المستوطنون ضده وصولاً الى حد اتهامه بخداع الوزراء والجمهور عبر الحديث عن «تقديمات غير موجودة في حقيقة الواقع». اتهامات رد عليها نتنياهو، في أحاديث مغلقة، بتوجيه انتقادات قاسية إلى معارضيه، مشيراً الى أن عدداً من المسؤولين في حزب «الليكود»، مثل موشيه يعلون وبيني بيغن وسيلفان شالوم ويولي ادلشتاين، «لم يثبتوا في لحظة الاختبار» التي تتطلب من الزعيم إظهار زعامته والنجاح في الثبات أمام الضغوط».
وفي العلن، بدا نتنياهو واثقاً بإقرار التجميد الجديد في المجلس الوزاري المصغّر. وقال، خلال اجتماعه مع أعضاء الكنيست من حزب «الليكود» أمس، «لم نتلقَّ من الأميركيين تلخيصاً خطياً للتفاهمات المبدئية حتى الآن، وإذا تلقينا تلخيصاً خطياً فإني سأطرحه على الكابينيت، وأنا واثق من أن الوزراء سيصدّقون عليه لأن هذا جيد لإسرائيل، وإذا لم نحصل على ورقة كهذه فإني لن أطرح الأمر على الكابينيت».
وتطرق نتنياهو إلى إعلان أعضاء كنيست من الليكود معارضتهم لتجميد الاستيطان. وقال إن «بإمكان كل واحد أن يعبّر عن رأيه لكن في نهاية المطاف أنا الذي يقرر، وفي اللحظة التي تكون فيها صياغات أخرى سأطرحها ليجري حسمها، لكني متأكد من أنه ستكون هناك غالبية مؤيدة لذلك».

العقبة الأساس هي حزب «شاس» الذي يطالب بتعهد خطي أميركي بمواصلة البناء في القدس

بموازاة ذلك، رأى وزير الصناعة والتجارة، القيادي في حزب العمل، بنيامين بن اليعازير، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، أن «نتنياهو استوعب القرار المصيري بشأن ضرورة مواصلة تجميد الاستيطان وأن في نيّته اتخاذ قرار كهذا». في المقابل، هاجم وزير البنية التحتية الإسرائيلي عوزي لانداو، من حزب «إسرائيل بيتنا»، رئيس الحكومة بالقول «إن هذه الحكومة التي انضممت اليها هي حكومة رفعت قبل الانتخابات راية «لا للدولة الفلسطينية ولا للتجميد (البناء الاستيطاني)، فيما هي تتلاعب بكليهما». ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر مطّلعة قولها إن العقبة الأساسية أمام إقرار التجميد هي حزب «شاس»، الذي يطالب بتعهد خطي أميركي بمواصلة البناء الاستيطاني في القدس أو معارضة الصفقة، فيما تعارض الولايات المتحدة ذلك. ولفتت الصحيفة الى أن المفاوضات بين إسرائيل والإدارة الأميركية بشأن تجميد الاستيطان مقابل حصول إسرائيل على مكافآت أميركية لا تزال عالقة. لكن «يديعوت أحرونوت» أوضحت أنّ الإدارة الأميركية قبلت رسمياً أن تستجيب لطلب رئيس الحكومة بنقل وثيقة مكتوبة تفصل «الهدايا» التي ستحصل عليها إسرائيل في مقابل التجميد. وأضافت إنّ الولايات المتحدة نقلت مسودات الوثيقة الى القدس، لكن حتى الآن لم يجرِ التوصل الى صيغة نهائية تتعلق بالتفاهمات.