strong>فشلت الإدارة الأميركية في خرق حال الجمود في المفاوضات، بعد رفض إسرائيل الضمانات الأميركية. وها هي واشنطن تكابد شعور الإهانةحال من الغضب الشديد تسود أروقة الإدارة الأميركية، بعد رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كتاب الضمانات الأميركية، التي عملت مجموعة من مستشاري الرئيس الأميركي باراك أوباما، بالتعاون مع وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، والموفد الشخصي لنتنياهو المحامي يتسحاق مولخو، على صياغته بهدف تجنب أزمة تهدد المفاوضات الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية. ولا شك أن حالة الغضب هذه بلغت أوجها بعد فشل المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، في إحداث أي خرق خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقالت صحيفة «هآرتس» إن مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأميركية «أعربوا عن إحباطهم وخيبة أملهم من تصرفات نتنياهو، الأمر الذي انسحب على أوباما حتى أصغر موظف في البيت الأبيض. وأكدوا أن الإدارة الأميركية لم تعد تشتري حجج نتنياهو بوجود مشاكل سياسية داخلية».
كذلك أعلن دبلوماسي أوروبي، رفيع المستوى، اجتمع الأسبوع الماضي في نيويورك مع مسؤول أميركي رفيع أيضاً، «اعتبر الأميركيون تصرفات نتنياهو بمثابة إهانة لأوباما، وهم لا يفهمون كيف يمكن أكبر حليف لهم عدم مساعدتهم وإغلاق المنافذ في وجوههم».
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي، وصفته بالرفيع المستوى، على علاقة بتفاصيل القضية، قوله إن «رفض نتنياهو للعرض الأميركي غير المسبوق أثار غضباً شديداً في واشنطن، وإن السفير الأميركي المعروف دنيس روس، شعر بالإهانة الشخصية جراء تصرفات نتنياهو، وهو لا يرى فيها أقل من خيانة». بدورها، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن جهات سياسية رفيعة المستوى في إسرائيل استهجانها رفض نتنياهو للضمانات الأميركية، وقالت إن «نتنياهو يتجه بأعين مفتوحة باتجاه حائط». وقالت إنه «على الرغم من أن أوباما لن يتعامل بشدة مع هذا الرفض حتى الانتخابات النصفية للكونغرس في تشرين الثاني المقبل، إلا أننا سنشعر جيداً بعد الانتخابات بالإهانة والغضب الرئاسي». أما ميتشل، فيبدو أنه فشل في إحداث خرق على الجانب الفلسطيني، بحسب الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة. وقال إن اللقاء «لم يحدث أي اختراق يتيح استمرار مفاوضات السلام مع إسرائيل». وأضاف إن «عباس سيعرض الموقف على القيادة الفلسطينية خلال اجتماعها اليوم».
وفي مؤتمر صحافي مشترك، بعد لقاء عباس وميتشل، قال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن «القيادة الفلسطينية تأمل أن تختار القيادة الإسرائيلية السلام، لا الاستيطان؛ فالسلام والاستيطان خطان متوازيان لن يلتقيا». وأشار إلى أنه جرى خلال الاجتماع الاتفاق على استمرار النقاشات بين الجانبين الفلسطيني والأميركي، واستمرار الجانب الأميركي في بذل كل جهد لتحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة وفق رؤية حل الدولتين.
بدوره، أقر المبعوث الأميركي بوجود عقبات وصعوبات تعترض المباحثات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وكرر ميتشل تأكيده أن بعض الأطراف، من دون أن يسمّيها، تحاول أن تفشل الأهداف التي تسعى كل الأطراف إلى تحقيقها.
وأكد المبعوث الأميركي أنه سيبذل كل جهد لتحقيق الأهداف من خلال الاستمرار بالتشاور مع الرئيس محمود عباس وفريق قيادته، ورئيس الوزراء الإسرائيلي وفريق قيادته في إطار هذه الجهود. وأشار إلى أنه سيقوم بجولة على عدد من الدول العربية تتضمن كلاً من: مصر، قطر، الأردن ودول أخرى، لإجراء مناقشات في هذا الصدد.
وكان ميتشل قد التقى نتنياهو أيضاً من دون أن يصدر عنه أي تصريح، فيما أعلن نتنياهو في بداية اللقاء أنه «يريد استمرار المفاوضات مع الفلسطينيين».
وفي مقابل هذا الفشل، كانت صحيفة «إسرائيل اليوم» قد ذكرت أن نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، يبحثان اقتراح حلّ وسط يتم بموجبه بناء نحو 1200 وحدة استيطانية فقط في المستوطنات خلال العام الذي تجرى فيه المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقاً للاقتراح، فإن إسرائيل «لا تنوي إقامة مستوطنات جديدة في الضفة الغربية، ولن تصادر أراض هناك لغرض البناء، فيما ينصّ الاقتراح أيضاً على تقديم إسرائيل حزمة تسهيلات أخرى للجانب الفلسطيني تشمل إزالة حواجز في الضفة».
وفي موازاة الضمانات الأميركية إلى إسرائيل، كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن «الرئيس الأميركي باراك أوباما نقل إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رسالة تتضمن حزمة مقترحات غير مسبوقة يعرضها على الجانب الفلسطيني، ما لم ينسحب من المفاوضات المباشرة». وقالت إن من بين هذه المقترحات «تعهداً أميركياً بدعم إقامة دولة فلسطينية في حدود 67 مع تبادل أراضٍ»، على أن يصبح لاغياً إذا ما قرر الفلسطينيون الانسحاب من المفاوضات.
(أ ف ب، رويترز، أ ب، يو بي آي)